الوطن والإسلام واللغة العربية. ولعل أعظم قصيدة قالها فيه هي مدحه على ختم القرآن الكريم سنة ١٩٣٨، ومطلعها:
بمثلك تعتز البلاد وتفخر ... وتزخر بالعلم المنير وتزهر
وهي منشورة في الديوان المطبوع وفي جرائد الوقت، وقد تناولناها في دراستنا عنه. والواقع أن مناسبة الاحتفال بختم القرآن كانت فرصة نادرة لتباري الشعراء وانطلاق قرائحهم في المدح لابن باديس وأعماله. ومن الذين نظموا قصائدهم أيضا وألقوها أو ألقيت بالنيابة عنهم، الحاج أحمد البوعوني ومبارك جلواح. وكان البوعوني كبير السن فنظم قصيدة ألقيت بالنيابة عنه، وقد جاء فيها:
وإن الشعر ممن عاش قرنا ... لكالهذيان في الطفل الصغير
ولو عاد الشباب لقمت فيها ... مقامات الفرزدق أو جرير (١)
ولمحمد العيد عيون من الشعر في بعض أعيان جمعية العلماء كالعقبي والإبراهيمي. وقد هنأ الإبراهيمي بانتخابه عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة. وهنأ العقبي بإطلاق سراحه وتبرئته.
وقد مدح محمد العيد المنشآت والجرائد والمؤلفات أيضا، فأشاد بالمدارس التي تبنى بأموال الشعب، لأغراض خيرية وعلمية، وبالنوادي، والجمعيات، وبجريدتي ن المنتقد وصدى الصحراء وغيرهما. كما هنأ وقرظ الكتب الآتية: تاريخ الجزائر، ورسالة الشرك للميلي، وكتاب محمد عثمان باشا للمدني، وكتاب ذكرى الدكتور ابن شنب للجيلالي، وكتاب شعراء الجزائر للسنوسي، وغيرها. ولا نريد أن نتحدث طويلا عن الشعر بعد ١٩١٩ لأنه، كما قلنا، مدروس، وإنما نريد أن نربط الحلقات بعضها ببعض.
وقد قلنا إن التقريظ صفحة أخرى من المدح. ونحن نجد ذلك شائعا
(١) البصائر ١٧ يونيو ١٩٣٨، وقد جرى الحفل في كلية الشعب بقسنطينة، يوم ١٣ يونيو من نفس السنة. وكان الإبراهيمي هو الذي أشرف على الحفل. وكان البوعوني من تلاميذ ابن باديس، رغم كبر سنه.