بريهمات مدح خير الدين التونسي، وعاشور الخنقي مدح السلطان عبد الحميد الثاني وأبا الهدى الصيادي. ونحن نعلم أن المشرفي (أبا حامد) قد مدح سلطان المغرب الحسن الأول، وقد ذكرنا ذلك في الدواوين. ولا نتوقع أن نحصي ذلك النوع من الشعر هنا. فهو لا شك كثير، ولكن تعوزنا اليوم مصادره. وقد كشف أبو اليقظان على أنه قد مدح سليمان الباروني وربما مدحه غيره أيضا. واشتهر مفدي زكريا بالمدح، حتى خص سلاطين المغرب بديوان ورئيس تونس بآخر، ولكن ذلك لا يعنينا هنا لأنه جاء بعد الفترة التي نتناولها.
وكان أبو طالب الغريسي (أحمد؟) قد مدح أحمد فارس الشدياق، رئيس تحرير جريدة (الجوانب) الشهيرة في الدولة العثمانية. وكان الشدياق معروفا في الجزائر أيضا لأن له كتابا تعليميا في نحو اللغة الفرنسية كان متداولا، وربما كان الشدياق قد زار الجزائر، ومن الأكيد أنه زار فرنسا، وكان من النصارى الذين اعتنقوا الإسلام. وله قصيدة طويلة في مدح الأمير عبد القادر. اغتنم بوطالب ظهور كتاب للشدياق عنوانه (سر الليال في القلب والإبدال) وأرسل إليه قصيدة فنشرها الشدياق في (كنز الرغائب). وبوطالب كان متمسكا بطالع القصيدة التقليدية - الغزل - فهو يقول:
بنيت لك الوداد أبا سليم ... على عهد يدوم له محلا (١)
(١) تعريف الخلف، ٢/ ٩٣. وكان كتاب (سر الليال) قد ظهر في الآستانة، المطبعة العامرة ١٢٨٤ هـ. ويشير (بجوائبه) إلى جريدة (الجوائب) التي لا نظن أن السلطات =