للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ندري متى قال بو طالب هذا الشعر، ولكن شتان بين شعره في الفرنسيين وشعره هذا. فهو هنا شعر عذب سائغ ورقيق شائق. فهل تطور في شعره إلى هذا الحد؟ وأين ديوانه الذي قد يكون اشتمل على جميل الشعر، إذا عرفنا أنه عاش في فترة فراغ شعري كبير، وهي النصف الثاني من القرن الماضي؟.

وقد أثرت شخصية الشيخ محمد عبده على جيل العلماء في مدار القرن سواء أولئك الذين درسوا في مصر أمثال المولود الزريبي أو الذين سمعوا به وقابلوه، أمثال عمر راسم وعمر بن قدور، ومحمد بن مصطفى وعبد الحليم بن سماية، وربما كان الكمال ممن زاروا مصر أيضا، فقد ذكر عمر راسم في ترجمته له أنه كان يعرف مصر كثيرا حتى كأنه من أهلها. وكان عمر راسم قد زار مصر أيضا. أما ابن سماية وابن زكري فقد زارا بلاد الشام وربما زارا مصر أيضا. وقد تكونت (مدرسة) لأتباع الشيخ عبده في الجزائر، منهم من ذكرنا ومنهم أيضا الشيخ المولود بن الموهوب وغيره (١). ويهمنا الآن الشعر الذي قيل فيه. وكان ابن مصطفى متأثرا بتفسير سورة (والعصر) الذي نشره الشيخ عبده في مصر بعد رجوعه من الجزائر، فقرظه (شعر؟) (٢).

وارتبطت علاقات وطيدة بين محمد عبده وعبد الحليم بن سماية، وظهر الإعجاب بالشيخ عبده عند ابن سماية في قصيدة (٥٠ بيتا)، نشرت منها المنار حوالي عشرين فقط، ووعدت بنشرها كاملة. وقد عبر فيها ابن سماية عن الإعجاب الشديد بعلم وتقى الشيخ عبده، وبمجالسه المفيدة:


= الفرنسية كانت تسمح لها بدخول الجزائر، لأنها جريدة السلطنة العثمانية ولسان الجامعة الإسلامية بعض الوقت.
(١) عن زيارته للجزائر وأثرها انظر فصل المشارق والمغارب. وكان عبده قد زار أيضا تونس مرتين. وقد درس إثر زيارته علي مراد ورشيد بن شنب بالنسبة للجزائر، والمنصف الشنوفي بالنسبة لتونس.
(٢) انظر المنار، م. ٦. ص ٦١٧، وأيضا (تاريخ الأستاذ الإمام) لرشيد رضا، ١/ ٨٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>