للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسارع الشعراء الشعبيون إلى تصوير الحدث ومشاركة المجتمع والارتفاع إلى أسمى درجات الشعور الإنساني، كما حدث أثناء زلزال الأصنام وثورة نوفمبر. وقد ذكر ابن شنب أن هناك حوالي مائة شاعر شعبي (١).

...

ولنذكر الآن بعض الدواوين والمجامع في الشعر الشعبي، وهو الذي يسميه البعض بالزجل والملحون، ويسميه بعض المشارقة بالشعر النبطي.

١ - كنوز الأنهار والبحور في ديوان السر والنور: وهو (ديوان قدور بن أحمد بن قدور بن عاشور الندرومي). ظهر منه الجزء الأول في وجدة على أنه سيتبع بأجزاء أخرى. والشاعر من مواليد ندرومة. وكانت سنة ميلاده ١٢٨٠ هـ (١٨٦٣) تقريبا. وقيل إن للمؤلف ترجمة في الكتاب، وإنه هو حفيد قدور بن عاشور الذي كان خليفة لباي وهران (مخزن؟) في ناحية ندرومة. وكان الشاعر قد حفظ القرآن الكريم ثم تركه إلى الموسيقى حتى بلغ فيها درجة عالية. ثم أصبح من خدمة بعض الصالحين، كأحمد البجائي الذي تعلم منه نظم الشعر، ومصطفى بن عمرو الذي أدخله في رحاب التصوف، وقيل إن قدور غرق في عالم التصوف بعد وفاة شيخه المذكور حتى (أدرك الغوثانية العظمى (؟)) (٢).

٢ - الكنز المكنون في الشعر الملحون: تأليف محمد قاضي. وهو مجموع ظهر سنة ١٩٢٨. وقد ضم أشعارا شعبية قديمة وحديثة، في الحكمة والمواعظ والوصف والتوسل. فمن القديم قصيدة ابن مسايب التلمساني في التأسف على أحوال تلمسان (ت. ١٧٦٦) وقد استعمل البعض شعره ضد الفرنسيين أيضا. وهناك شعر يمجد أشراف غريس كتبه السيد عدة التحلايتي.


(١) سعد الدين بن شنب (الأدب الشعبي) في (مدخل إلى الجزائر)، ١٩٥٥، ص ٣٠١ - ٣٠٨.
(٢) من علي أمقران السحنوني. وقد ذكر أن الديوان المذكور يضم صورة للشاعر، وأن الطبع كان في وجدة، دون تاريخ، ويضم ١١٤ صفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>