للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعر (القول) جاء جولي بنموذج لسي ابن حرز الله، وهو من الحرازلة، وهم قبيلة كبيرة من الأرباع، قرب الأغواط. وهو شعر بسيط وطبيعي يتماشى مع ما فرضته الطبيعة والمناخ الصحراوي. وهو يمثل الذوق العربي البدوي. أما (النم) فهو المناجاة أو حديث النفس والغنائي الذاتي بصوت منخفض كشعر الحب. وجاء جولي بنموذج منه لبوزيان،. وهو شاعر من أولاد يعقوب الزرارة بجبل عمور، وهم فرقة من أولاد فاطمة. كما أورد نموذجا من شعر (القطاعة)، وهو نوع من الزغوية أو غناء الطريق - الحداء -، وهو شعر يرتجله الشعراء في الغالب للتغلب على طول الطريق. أما الموضوع فهو دائما قصة عن الرحلة التي ترد فيها أسماء الأماكن. وقد أورد جولي نموذجا للقطاعة من شعر سي بوزيد بلحاج بلقاسم، وهو من قصر سيدي بوزيد عند جبل عمور أيضا (١).

وفي وقت لاحق جمع جولي أيضا قصائد من نفس المنطقة لشعراء آخرين. ففي حوالي ١٩٠٠ جمع من فم باعفو بن سليمان شعرا من ١٤ بيتا لشاعر مجهول. ومكان جمعها هو الوادي الأحمر قرب حاسي المطقوين، جنوب الأغواط. وابن سليمان كان من الشعانبة القبالة، ويفهم من النص أن الشاعر نفسه من ناحية ورقلة والصحراء الشرقية، ذلك أنه يرد في شعره رحيل البطلة إلى توزر، وهو الرحيل الذي أثار أشواق الشاعر. وتبدأ القصيدة هكذا:

أملاح الناس اللي بي ... ساكنين السد الوعر

طاعنين الأوطان القبلية ... ناس فاطنة زهو الخاطر

نفضت دماغي الزيدية ... حبها على قلبي جوار (٢)


(١) الإسكندر جولي (ملاحظات على الشعر العصري عند البدو الجزائريين) في (المجلة الإفريقية)، في حلقات، الأولى سنة ١٩٠٠، ص ٢٨٣ - ٣١١.
(٢) أ. جولي (ملاحظات ...)، مرجع سابق ١٩٠٣، ص ١٧١ - ١٧٨. وفيه النص والترجمة الفرنسية والتعليق. وفاطنة هي فاطمة في بعض اللهجات.

<<  <  ج: ص:  >  >>