للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن نواحي طاقين قدم المغني صفراني قصيدة طويلة وشهيرة جدا في وقتها في الجنوب الغربي. أما ناظمها فهو دحمان بن معاوز، أصله من ستيتن، جنوب وهران. غير أن هناك من قال إنها من نظم وليد محمد، من معسكر. ورأى جولي أن للقصيدة عدة صيغ مما يدل على أنها قد تكون منحدرة من أصل واحد قديم ولكنه ضاع. ولم ينته هو (جولي) إلى رأي أخير في ذلك. وبداية هذه القصيدة:

يا مرقوم الريش اسعاني ... حشمتك اد عنواني

خفق بجناحين (١)

ونظل في شعر الجنوب لنقول إن المجلة الإفريقية قد نشرت ثلاث قصائد للشاعر الأغواطي عبد الله بن كريو (قريو) مع ترجمة فرنسية وتعاليق. ورغم أن اسم المترجم غير مذكور فإنه من المرجح أن يكون هو نفسه الاسكندر جولي الذي سبق ذكره والذي اهتم، كما أشرنا، بهذا اللون من الشعر. وفي هذا الشعر يذكر الشاعر عددا من الأولياء والصالحين أمثال الحاج عيسى الأغواطي، وأحمد التجاني، وأحمد بن يوسف الملياني. ومحمد بن عودة الغيليزاني، ومحمد البركاني (المدية - شرشال)، ثم عبد القادر الجيلاني. وبداية القصيدة الأولى هي:

لا تقنط يا خاطري سعف الأقدار ... تماهل لمصايب الدهر الفاني

وبداية الثانية:

يا لايم في محنتي ما فاد اللوم ... ما دركك شي ذا العزام ومشعاله

وأما الثالثة فبدايتها:


(١) نفس المصدر، ص ١٧٨ - ١٩٤. وفي ١٩٠٩ نشر جولي أيضا في (المجلة الإفريقية) (سجل الأغاني لمدينة الجزائر ونواحيها). وجاء بنماذج من الشعر الغنائي الأندلسي مطبقا على أنغام العاصمة مثل انقلاب صيكة، ومصدر مجنبة، وبطيح رصد، وانصراف حسين، ودرج حسين، وصياح. وذكر جولي اسمي المغنيتين عندئذ وهما عائشة ويامنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>