عاما. وكان هدفه، كما قال، هو (لعب البارود)، لأن الجنود الجزائريين كانوا يسمون (بالرماة) ويؤلفون فرقة خاصة بهم. ودام تطوعه أربع سنوات. في سنة ١٨٩٦ حاول امتهان مهنة، فلم يفلح فأصبح خماسا، وبعد ذلك فتح دكانا للتجارة في دواره وفشل. وساءت حالته المادية، فعاود التطوع في الجيش، بعد أن أصبح التجنيد إجباريا للجزائريين منذ ١٩١٢. وعند بدء الحرب العالمية الأولى نقل هو وغيره إلى فرنسا ومنها إلى بلجيكا، وشارك في معارك شارلروا والمارن، وجرح في ٦ يونيو ١٩١٥. فنقل إلى المستشفى للعلاج، ثم سمح له بالنقاهة في منزله. ويقول صوالح الذي قد يكون أيضا من المجندين غير المحاربين، أن ثابتي قد ظل يتغنى بالغنائم الفرنسية والانتصارات ضد الألمان، وبذلك أثر على سكان دواره بأولاد الجيلالي. ويبدو أن صوالح نفسه كان من ناحية مستغانم.
والقصيدة التي نحن بصددها مكتوبة بالعربية الدارجة، عربية الناحية الوهرانية، وقائلها طالب لم يحفظ سوى القرآن، ولعله قد نسيه ونسي معه الكتابة أيضا. وقد امتزجت بالقصيدة ألفاظ أجنبية عديدة، معظمها عسكرية نظرا للبيئة الجديدة التي عاشها الشاعر. فهو قد انتقل لأول مرة من وهران إلى أوروبا، رغم أنه قد عرف الجنود الفرنسيين في الجزائر. وفي القصيدة تظهر ثقافة الشاعر المحلية. وهي مزيج من الدين والدنيا، وحياة الحرب والجنود في المعارك. وقد وصف طريق الوصول إلى فرنسا وركوب السفينة والانطباعات عند النزول بأرض الغربة. ويقول صوالح إن شعر ثابتي متأثر بالقرآن الكريم وبقصيدة البردة للبوصيري. ويبدو أن الشاعر كان من الطريقة القادرية لأنه يشير إليها، كما أن سيدي الجيلالي هو اسم قرية وجد سكانها. كما يظهر من الشعر أن الجزائريين كانوا يعرفون الكثير عن الحرب والحلفاء. ورغم أن صوالح جمع الشعر سنة ١٩١٦ فإنه لم ينشره إلا سنة ١٩١٩، لظروف الحرب.
وفي نفس المصدر نشر صوالح أيضا أبياتا من شعر آخر نظمه في نفس الموضوع سي ميلود بن عبد الرحمن، أحد القضاة. وكان أخو هذا