للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أوائل القرن الثاني عشر قدم إبراهيم القنيلي الطرابلسي أيضا على الباشا محمد بكداش ومدحه بقصيدة (١). ولا ندري كم أقام القنيلي في الجزائر ولا الوظائف التي تولاها إن فعل.

وكما كان العثمانيون يرسلون علماء مسلمين غير جزائريين في مهمات سياسية خارج الجزائر كانوا أيضا يستكتبون بعضهم في ديوان الإنشاء ونحوه. وقد عثرنا على نموذج من المراسلات التي دارت بين الباشا عثمان سنة ١٠٦٤ (٢) والسلطان محمد بن الشريف السجلماسي. وكان كاتب رسالة الباشا هو السيد المحجوب الحضري الذي لا نعرف عنه الآن أكثر من هذا. ولعله كان من العلماء غير الجزائريين. وقد جاء في الرسالة أن الباشا قد أرسل وفدا إلى السلطان الشريفي فيه عالمان وقائدان. والعالمان هما: عبد الله بن عبد الغفار النفزي والحاج محمد بن عبد العالي الحضري المزغناي المغراوي (٣).

ومن أهل تونس الذين تولوا الوظائف في الجزائر في عهد الباشا محمد بكداش، أبو حفص عمر بن محمد الذي تولى قضاء العسكر والذي أكد ابن ميمون عن قصد أنه كان تونسي الدار والمنشأ (٤). كما أن محمد زيتون


(١) انظر شرح الجامعي على الحلفاوية، مخطوط باريس ٥١١٣ ورقة ٢٤. والمعروف من سيرة محمد بكداش أنه ذهب إلى طرابلس قبل استيلائه على الحكم في الجزائر.
(٢) عدنا إلى القائمة التي ذكرها ابن حمادوش في رحلته لولاة الجزائر فلم نجد من بينها من تولى باسم عثمان في هذا التاريخ. ولعل عثمان هذا كان خليفة من الخلفاء الذين كانوا يملأون الفراغ لحين تعيين الباشا.
(٣) المراسلة بنصيها، الجزائري والمغربي، توجد في المكتبة الملكية بالرباط رقم ٤٤٨٥ مجموع. انظر أيضا (الاستقصا) ٧/ ٢٢ - ٢٦. ولفظة (المزغناي) تدل على أنه من مدينة الجزائر ونواحيها، فإذا كان قريبا من محجوب الحضري، كاتب المراسلة، فإن هذا يكون من الجزائر أيضا.
(٤) ابن ميمون (التحفة المرضية) مخطوط، ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>