لمحمد ديب وهي في المقهى، وبابا فكران فقد كانت ما تزال بصدد النشر في فرنسا، كما أن لمحمد ديب ديوان شعر بعنوان الظل الحارس، لقد بدأ حياته شاعرا قبل أن يختار القصة ميدانا لنشاطه الأدبي، أما ثقافته فهي فرنسية حيث درس في تلمسان التعليم الابتدائي والثانوي، ومن ثمة كانت كتاباته كلها بالفرنسية.
نشأ محمد ديب في مدينة عريقة هي تلمسان ولكنه عاش طفولة بائسة. أثناء دراسته الابتدائية وقع له حادث وهو مشاهدة طفل فقير في حاجة إلى قطعة خبز، فحز ذلك في نفسه، فأسقط خبزا بالقرب منه وذهب في حال سبيله حتى لا يجرح شعور الطفل بمناولته الخبز، كانت طفولة محمد ديب تعبر عن طفولة كل الأطفال الجزائريين الذين عاشوا حياة البؤس، لذلك فإن الكبار يجدون في روايات محمد ديب ماضيهم وصورة لأنفسهم، وقد واصل ديب تعليمه الثانوي وهو من القلائل الذين أسعفهم الحظ بالدراسة في هذا المستوى، واكتشف وهو في هذه السن اهتمامه بالأدب، فأخذ يقرأ لنوابغ الأدب الفرنسي وغيرهم، واعترف ديب أنه تأثر بروايات (فرجينيا وولف) وبقي تحت تأثيرها إلى بلوغه سن العشرين، وفي الخامسة والعشرين حرر نفسه من تأثير هذه الكاتبة الانجليزية ليستقل بأسلوبه الخاص وبأفكاره، وكان هواه الأول أن يكون شاعرا موهوبا، فأخرج ديوانه (الظل الخارس)، ولكنه تحول من الشعر إلى النثر وخصوصا القصة، فكان (البيت الكبير) أول عمل له في هذا الميدان، ثم واصل نشر أعماله الروائية تباعا بعد أن اكتشف نفسه واكتشف فيه النقاد روائيا موهوبا أيضا (١).
كانت مجلة (الليترير فرنسيز) قد طرحت على محمد ديب أسئلة عن قضايا متعددة مثل الحب والمرأة ومستقبل الأدب الجزائري بالفرنسية، فقال عن الحب: إنه بالمعنى الغربي قوة غامضة تمتلك في الإنسان كل جوارحه وهو بهذا