المعنى عاطفة غريبة عن الجزائريين، ولكنها عاطفة بدأت تنبث في تربة بلادهم منذ بدأوا كفاحهم من أجل وطنهم، فكأن ديب بذلك يربط بين الحب والحرية ويجعل بينهما علاقة طردية، حسب تعبير لويس عوضى، إن الرجل الذي يستعبد المرأة هو في نفس الوقت غير حر، ويقول ديب إنه بمجرد ما اشتد الكفاح الوطني ولدت روايات الحب الحقيقية في الحياة ... فالنساء بدأ وجودهن عنده منذ اشتراكهن في المعركة.
وقارن ديب بين شعوره وشعور زملائه الأدباء في موضوع الحب والمرأة. فقال إن كاتب ياسين استشعر (هو وبعض الروائيين الآخرين) موجة دور المرأة قبل حدوثها، أما هو (محمد ديب) ومولود معمري ومولود فرعون فقد كان من المستحيل عليهم التفكير في كتابة رواية غرامية أو التفكير في الكلام عن عاطفة الحب ... وهو لا يرى في أدب الحب المتوارث منذ قرون تعبيرا صادقا على حد تعبير لويس عوض، فهو مجرد صيغ بلاغية عن الحب والمحبين، ويرى ديب أن شخصية المرأة قوية رغم ما يحيط بها من ظروف تمنع انطلاقها، وأن شخصيتها لا تقل قوة عن شخصية الرجل، بل قد تفوقه، ويبقى ديب يربط دائما بين المرأة ودورها في الكفاح، ويذهب إلى أن الحجاب أعد المرأة الجزائرية إعدادا مسبقا لحياة المقاومة السرية، ولا شك أن بعض الآراء حول الحب والمرأة تمثل هنا وجهة نظر الناقد وليس الكاتب.
أما بالنسبة إلى الأدب الجزائري بالفرنسية فيذهب محمد ديب إلى أنه بعد مرحلة التحرر والدخول في معركة البناء لم يعد أمام هذا الأدب سوى اقتحام مواقع الأدب العالمي، ومن رأيه أن صوت الكاتب سيخفت بعد الاستقلال ولن يبقى هو لسان الحال المعبر لأن الإقبال سيكون على ترتيب البيت وإعادة البناء، وهذه أمور سوف لا تسمح للكاتب بأن يصرخ كما كان يصرخ أغلب كتاب الجزائر، إنهم سيدخلون مرحلة يهتمون فيها بترسيخ وتعميق موضوعات أكثر إنسانية وفردية وستتقلص عندهم الإقليمية، وسيدخل الأدب الجزائري في حركة الفكر العالمي، ومنه الرؤى التي رصدها محمد