كان يعنيها بروايته - تصور خاطى من أساسه، وهو تصور يخلخل حقيقة الجزائر التي هي عند السياسيين الوطنيين والمصلحين معلومة الأم والأب ومعروفة الهوية وأن ميلادها لم يبدأ من الاستعمار الفرنسي بل هي أمة قائمة الذات منذ حقب التاريخ، وأن يد الاستعمار قد عملت بالعكس على تشويهها وليس على إعطائها هوية:(أما) فرنسية وأبا جزائريا مجهولين، وقد سئل ياسين نفسه في إحدى المقابلات عن مغزى روايته (نجمة) فأجاب بأنها هي روح الجزائر الممزقة منذ البداية بشتى التوترات الداخلية، فإذا صح هذا النقل عنه فإنه يكون قد تبنى تصور فرحات عباس للأمة الجزائرية حين قال إنه بحث عنها في التاريخ ولم يجدها، أما كاتب ياسين فقد وجدها ولكنها كانت ممزقة ومتوترة ومشوهة لا تكاد تعرف نفسها أو يهتدي إليها الناس.
وقد خاض النقاد في رواية نجمة وتفسير حضورها وغيابها، وفي الأبطال الذين يبحثون عنها فتمرق من بينهم دون أن يظفروا بها، إن الأبطال الأربعة (الأخضر ورشيد ومصطفى ومراد) كانوا يطاردونها فتنفلت منهم، وكانوا يخوضون من أجلها المغامرات للبحث عنها وهي المغامرات التي تشكل إطار الرواية، وبالإضافة إلى الحديث عن هؤلاء وعن نجمة هناك حديث عن الظلم السياسي والاقتصادي في الجزائر ووصف لمعاناة الشعب، ويلوم ياسين الفرنسيين وكذلك أهل بلاده على مصير الجزائر، وقد قلنا إن الرواية كتبت شعرا منثورا، وقد قيل إن كاتب ياسين دخل بذلك إلى مدرسة القصة الجديدة أمثال ناثالي ساروت وميشيل بوثور ... وتناول الباحث جورج جوايو طريقة ياسين في كتابة الرواية قائلا إنها طريقة ويليام فولكنر الذي اشتهر بالعودة إلى الماضي بصفة متتابعة، اهتماما منه بالمنابع الأولى للإنسان، كما نقل جوايو رأي الناقد الفرنسي موريس نادو الذي سنعود إليه.
ويذهب جوايو أيضا إلى أن أصل الرواية عربي، ويظهر ذلك عنده في مواجهة الإنسان للزمن، أي اختلاط الأزمنة، فالمستقبل يختلط مع الماضي في ديمومة الحاضر، وفي الرواية قدر كبير من الخطابية العربية رغم أن ياسين