يستعمل اللغة الفرنسية كأداة للتعبير، وهو، كما يقول جوايو، يتحدث العربية في حياته اليومية، وهذه إحدى خصائص هذا الأدب الجديد في إفريقيا الشمالية، وقد أوضح جوايو المشكلة الأساسية التي كان يعاني منها أدباء العهد الاستعماري في فرنسا والمتمثلة في كونهم يعيشون في عالمين (العالم الفرنسي والعالم العربي)، لا يريدان أن يفترقا وفي نفس الوقت لا يقران تعاملهما معاملة السيد والعبد، كما أنهم يبحثون على الاعتراف بأدبهم وبشخصيتهم، ويعتبرون أدبهم أدب معاناة لأصحابه لأنهم لا يريدون الانفصال عن العالم الغربي (الفرنسي)(١).
ومن جهتها نشرت مجلة الآداب البيروتية مقالة ترجمتها عن مجلة (إيسبري) الفرنسية، تذهب إلى أن كاتب ياسين جذب إليه الأنظار بنشر تمثيليته (الجثة المحاصرة)، فهو أديب شاب مسلم (جزائري) اقتحم عالم النشر والأدب سنة ١٩٥٦، ثم نشرت له رواية بعنوان (نجمة) أثارت اهتماما كبيرا ورشحت صاحبها للجوائز الأدبية، سيما وهو يكتب باللغة الفرنسية، ولكنه يختلف عن الكتاب الفرنسيين في تقاليدهم الأدبية، فهو لا يلتقي معهم إلا بوسيلة التعبير ماعدا ذلك، كالأسلوب والإيديولوجية وطريقة علاج القصة فكلها تفصله عنهم، وهو يعرف أنه قدم عملا يتميز به عن غيره من كتاب إفريقيا الشمالية، حتى أنه قال عندما سئل بأنه من الخطأ أن يجمع النقاد هؤلاء الكتاب تحت سقف واحد، فالكتاب الفرنسيون أمثال: ألبير كامو وإمانويل روبليس، وجول روى، يختلفون عن مولود معمري ومولود فرعون ومحمد ديب ومالك واري لأن هؤلاء (الجزائريين) يعبرون بالفرنسية عن مشاعرهم وأفكارهم العربية.
ومن رأي الناقد موريس نادو، أن ياسين قد أدخل قارى نجمة في عالم لا عهد للكتاب الجزائريين بدخوله، إنه عالم غريب وغامض، لذلك يجد فيه
(١) جورج جوايو في كتابنا دراسات في الأدب الجزائري الحديث، مرجع سابق.