صدور بعض الكتب، كما كانت تعرف ببعضها عند صدوره، ففي المنار والبصائر وهنا الجزائر مثلا كمية من العناوين الصادرة حديثا أو التي ستصدر، أو الكتب المشرقية الموردة إلى الجزائر، فكتب أحمد رضا حوحو، ومحمد الصالح الصديق وعبد الرحمن الجيلالي وسليمان الصيد ومحمد علي دبوز ومحمد الصالح رمضان وعبد الرحمن الحفاف والشريف الساحلي، وغيرهم وجدت طريقها إلى الإعلان للقراء، كما قام بعضهم (محمد منيع) بمراجعة (كتاب البربر لعثمان الكعاك) وكتاب صرخة القلب للحبيب بناسي، وأعلنت البصائر عن ورود موسوعة لسان العرب، وتاريخ ابن خلدون للبيع في مكتبة النهضة بالعاصمة، وأما هنا الجزائر فقد خصصت بابا شهريا تراجع فيه الكتب الصادرة حديثا باللغتين، وقام محمد منيع أيضا بعرض كتاب (ثورة الخيام) لمؤلف اسمه عبد الحق (؟)، وحمزة بوكوشة بعرض (ألحان الفتوة) لمحمد الصالح رمضان وغيره من (ثمرات المطابع)، حسب التعبير المستعمل عندئذ.
أما المكتبة الوطنية والمكتبة الجامعية وغيرهما من المكتبات الولائية والبلدية، فإننا لم نجد تقارير تتحدث عن تطورها وغناها خلال مرحلة الثورة، ولعل ذلك راجع إلى عدم استقرار الموظفين فيها نتيجة الأحداث، أو إلى الرحيل المفاجى للمسؤولين عليها، وأخذ ما يمكن أخذه إلى فرنسا بعد التيقن من حصول الجزائر على استقلالها عند الاستفتاء، والتدمير المنظم الذي قامت به منظمة الجيش السري منذ ١٩٦١، ومهما كان الأمر فإننا لم نعثر على قوائم المقتنيات الجديدة من كتب ودوريات ومخطوطات، ولم نجد أسماء الموظفين الذين تداولوا على هذه المؤسسات خلال الخمسينات أو على الأقل بعد رحيل غبريال إسكير آخر المحافظين البارزين للمكتبة العمومية.
وعلى كل حال فعند الاستقلال كانت المكتبة الوطنية تحتوي على ما يلي:
- القسم العربي: يحتوي على حوالي ثلاثة آلاف كتاب (٣٠٠٠) مطبوع باللغة العربية، دخلت إلى المكتبة بالشراء والهدايا من البلدان العربية والهند وأوروبا.