النقدية، والمقالة التاريخية، وما يمكن أن نسميه المقالة الفكاهية، وهناك عدد من الكتاب غير الدائمين كانوا يقدمون مساهماتهم وتجاربهم حول التعليم والثقافة والمدن والتاريخ والشخصيات، منهم (بالإضافة إلى من ذكرنا) محمد منيع، وعبد المجيد الشافعي ورابح بونار، كما ساهم فيها من المشرق بطريقة غير منتظمة عبد المنعم الجبالي، وسيد قطب، ومحيي الدين القليبي، وعمر بهاء الأمير ... وكذلك بعض علماء المغرب، وعندما تقدمت الثورة أضافت البصائر بابا أخذ يكبر ويتضخم حتى استولى على صفحتين منها على الأقل، وهو باب (يوميات الأزمة الجزائرية) الذي كانت تستعرض وتترجم فيه أحداث الأسبوع العسكرية والسياسية بتواريخها المحددة، ولكن ليس في هذا البابا مجال للمقالة لأنه عبارة عن شريط للأخبار المترجمة من وكالات الأنباء والصحف.
في هذه الأثناء كانت مجلة (هنا الجزائر) تهتم بأدب المقالة أيضا ولكن بأسلوب مختلف عن أسلوب أدب المقالة في البصائر والمنار، ويمكن تصنيف مقالات (هنا الجزائر) على النحو التالي:
المقالة التاريخية وقد برز فيها عبد القادر نور الدين سواء في تراجمه الشخصية أو في الأحداث العامة كحديثه عن المستعرب إدمون فانيون (مع صورته) الذي نشر فهرسة مخطوطات الجزائر واهتم بالتراث المكتوب ونشر منه عدة نصوص، كما اهتم نور الدين بحياة ابن أبي أصيبعة مؤرخ الأطباء المسلمين، وحياة الشيخ أبي القاسم القالمي كاتب الموحدين، وأبي الصلت الأندلسي، وأحمد بن البنا الرياضي المغربي، وابن رشد الفيلسوف شارح أرسطو، وأحمد المقري مؤرخ الأندلس ورجالها، وابن خلدون خلال إقامته في تونس، كما ترجم نور الدين للأديب المغربي محمد بن أكنسوس، وله مقالات مترجمة تتعلق بمستشرقين فرنسيين، كما تناول مسائل هامة منها: لغز أبي الهول في الأدب العربي، ونظرة تاريخية في دولة بني حماد، ويمين أبقراط عند الأطباء العرب، وقصيدة الفجيجي في الصيد، وقصة الجازية الهلالية ... وكل هذه المقالات كتبت بين ١٩٥٤ - ١٩٥٨.