للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتاريخ الإسلامي وبعض الحساب والفلك والجغرافية والطب والتاريخ الطبيعي. وقد لاحظت التقارير أن التعليم الأول كان يحصل عليه أبناء الطبقة الغنية وكذلك التعليم العالي الذي لا يواصله عادة إلا الطبقة التي كرست حياتها للعلم حتى أصبح فيها وراثة. والمقصود هنا هو علم الدين. وقد أضاف بعضهم إلى مواد التعليم العالي الهندسة، وعلم الرسم والزخرفة والخطاطة وكتابة الوثائق (١).

والمدارس لم تندثر دفعة واحدة. ففي العاصمة كانت حوالي مائة مدرسة سنة ١٨٣٠ لم يبق منها سنة ١٨٤٠ سوى حوالي ٢٤ مدرسة (مسيد) يتردد عليها ٦٠٠ تلميذ. وفي سنة ١٨٤٦ انخفض عدد هذه المدارس إلى ١٤ فقط يتردد عليها بين ٣٢٠ و ٤٠٠ تلميذ. ومع ذلك فإن الأولياء كانوا يفضلون هذا النوع من المدارس لأولادهم على المدرسة الفرنسية. لقد كانت المدارس تحت إشراف (الطلبة) (٢) الذين يعلمون التلاميذ اللغة العربية والقرآن الكريم ومبادئ الدين. وهي منتشرة بكثرة خارج العاصمة، سيما قسنطينة ومنطقة زواوة. ويقول التقرير أن هذه المدارس بقيت حتى الآن (١٨٤٦) خارج مراقبة السلطات الفرنسية. وقد أوصى التقرير بضرورة وضع كل أنواع التعليم تحت الرقابة، لأن (الوجود الفرنسي لا يمكن أن يتأسس نهائيا ... إلا إذا تولت السلطة المديرة تعليم كل الأجيال الجديدة في البلاد وأمسكته بيدها) (٣).

وسنذكر عدد المدارس والزوايا بعد قليل.

وفي تقرير أوغيست ليبيشو عن التعليم وصف (حي) للتجربة الإسلامية فيه ومدى معاناته بعد الاحتلال. وكان السيد ليبيشو نفسه مسؤولا عن التعليم


(١) السجل (طابلو)، ١٨٤٦ - ١٨٤٩، ص ١٩٤، وكذلك زوزو، مرجع سابق، ص ٢٠٨.
(٢) تنطق بضم الطاء وتشديدها وتسكين اللام، وهم المعلمون أو المتعلمون عموما.
(٣) السجل (طابلو) سنة ١٨٤٥ - ١٨٤٦، ص ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>