مباحثه اسوربنيبال واسوردان واسورتيراي ونحوها فكان يحسن به أن يجري على وجه واحد تبعاً لمبدأه وإلا فالتمسك بالأشهر آنس وأبين.
٢ - قال في (ص دالث) أن سكان الجزيرة وآثور والعراق على اختلاف مذاهبهم (من
يهود ونصارى ومسلمين ويزيدية وغيرهم) هم كلدان آثوريين جنساً ووطناً وقد دعوتهم كلداناً آثوريين لأن هذين الشعبين هما في الأصل شعب واحد نظراً إلى الديانة والعوائد والشرائع والآداب والصنائع) اهـ بحرفه. فنقول لسيادته: ليس من شأن الديانة والعوائد والشرائع والآداب والصنائع توحيد الشعوب وإنما وحدة الشعوب راجعة إلى وحدة العنصر وإلى الجد الأكبر؛ والحال قد قام في العراق قبل الكلدان وبعدهم أقوام أجداد مختلفة وعناصر شتى من عيلاميين وماذبين وعرب ورومان ويونان وبرث وغيرهم فكيف يجوز له أن يقول هذا القول الذي لا يذهب إليه اليوم عالم من علماء البحث الإثبات فهل في حفظه من ذكر هذا الرأي؟ وإن كان يوجد من يذهب إليه فقوله قائم على قائمة نخرة وإلا فليس اليوم على الأرض كلداني أو آشوري واحد صادق النسب ينتمي إلى أولئك الكلدان الأقدمين الحقيقيين فكيف القول بوجود قوم يعرفون بهذا الاسم. لا جرم أن التاريخ يزيف هذا القول بدون أن تعارضه حجة ثبت.
٣ - وقال في تلك الصفحة: وترى الكلدان أنفسهم ولا سيما الذين يسكنون المدن كالبصرة وبغداد وكركوك الموصل وديار بكر وغيرها عوضا عن أن يجتهدوا بدرس (كذا أي في درس) لغة أجدادهم الشريفة وأحكام آدابها فهم يحتقرونها ويستهزئون بالقرويين والجبليين الذين لا يزالون إلى اليوم يتكلمون بها) اهـ. - قلنا: الغاية من اللغة التفاهم والتفاهم لا يكون مع الأموات بل مع الأحياء ولغة أحياء البلدان التي سماها هي العربية فمن الطبيعي أن يتعلموا ويتكلموا العربية لا الارمية. ثم أن أمر المعيشة يقدم على أمر التوغل في الأدب تبعا لكلام الأقدمين: (عليك بالتعيش قبل التفلسف وبلسانهم: فلو فرضنا أن العراقيين تعلموا الأرمية وأتقنوها فهل يستطيعون أن يتعيشوا بها؟ فلا يجب عليهم تعلم لغة يرتزقون بها قبل أن يوغلوا في إتقان لغة مماتة؟ نعم أن بعض القرويين والجبليين يتكلمون