للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[علاج بدو العراق للزهري]

جوب جيني (بجيمين فارسيتين مثلثتين) لفظة مركبة من كلمتين فارسيتين الأولى (جوب) أي خشب، والثانية (جيني) أي صيني ومحصل معناهما الخشب الصيني والكلمة يستعملها العراقيون ليدلوا بها على النبات المعروف باللاتينية وبلسان العلم وهي من الفصيلة العشبية

والذي يستعمل من هذه النبتة هو جذرها وهو يتقوم من عدة طبقات سمر اللون إلى الاصفرار طعمها حار ومر قليلا ورائحتها خاصة بها لا تشبه رائحة شيء آخر. ويغلي منها قدر تسعين غراما على نار هادئة مع لتر ونصف لتر ماء ويغلى إلى أن تصبح كمية الماء قدر نصف لتر فحينئذ ترفع وتصفى وتؤخذ في أثناء اليوم الواحد.

ويستعملها البدو كلهم على هذه الطريقة ولا يتخذونها للزهري فقط بل لكل الأمراض الجلدية كالأكزيما والقوباء والجرب بل للحبل أيضا ولجميع الأمراض النسوية وذلك أن المرأة إذا رأت أنها منحرفة المزاج عمدت إلى الجوب جيني وهذا العقار كثيرا ما ينتج نتائج حسنة في أعراض الزهري الجلدية فلذلك يعتقد كل البدو صحة شفائها فيشترونها بأسعار باهظة ويخزنونها في بيوتهم ولهذا قل من لم يفهم كلمة (جوب جيني). لكنها ليست بكافية لاستئصال داء الزهري الذي يزداد انتشاره يوما فيوما في ديار العراق ومع ذلك تراهم لا يستعملون علاجا سواها فيا للأسف من هذا الصنيع.

وفي المنطقة التي قضيت فيها مدة من الزمن أرجح أن سبعين في المائة من الأهالي مصابون بهذا الدواء ويسمونه (أبو الخصيان) إذا أصاب مذاكير الإنسان ولأنهم لاحظوا أن المتزوج المصاب به لا يعيش له أولاد وإذا ظهر في الحنجرة أو البلعوم سموه (اللواث) وهم يعتبرونه مرضا خفيفا للغاية ولابد لكل إنسان من الوقوع فيه. ويعتقدون أيضا أنه يخول الجسم مناعة دائمة

<<  <  ج: ص:  >  >>