للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الآمال الهاوية]

قد كوى الدهر فؤادي أي كي ... فأنا الميت المنى والعقل حي

وبنى البؤس بقلبي موطنا ... فهو حل فيه من غير نأي

كلما أبرمت أمرا حله ... ولواني عن بلوغ النجح لي

ضاع سعيي بين غر وعم ... وحسود وخؤون وغبي

فكأني تائه في نفنف ... لم يجد رفدا ولا فاز بري

ملعج أضحى عماسا أمره ... كل ما فاه به (أف) و (أي)

يطلب الرشد حريصا مسرعا ... ثم لا يلفي سوى حبط وغي

أنني في لوعتي من خيبتي ... مثل حي قد شوته النار شي

صرح آمالي تعالى شامخا ... ثم لم يلبث أن انقض علي

بعد صبري وسكوني خائبا ... ساءني الدهر ولم يحسن ألي

أنا في قطر فقير كلهم ... صاح فيه: وطني لا عدي

لفظة قد أصبحت أحبولة ... جمعت بين رشيد وغوي

ليتني اعرف مقياسا لهم ... كي أرى المصلح بين الناس كي

فوق همي رمت أن احملها ... ومع الحملين ما أسطعت المضي

لفظة بطرب منها غافل ... ولقد يخدعنا كل شجي

إنما المصلح باد بيننا ... مثلما يبدو لدى الحرب الكمي

إن ذرفت الدمع أزمانا فلا ... تنجلي الأحزان عن قلبي الشقي

لم أزل أتلو بقلبي حكمتي: ... طوت الأطماع نهج الظلم طي

فتعجب من مسم نفسه ... (وطنيا) وتدبر يا أخي

كيف نستغرب أمرا محزنا ... ولسان الحق شكوه فعي!

بغداد: مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>