للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لها وقد عينوا يوم الاحتفال ١٦ أيلول من سنة ١٩٢٨

بغداد في ١٤ حزيران ١٩٢٨

سكرتير اللجنة أحمد حامد الصراف

[دعوة الزهاوي]

(رئيس لجنة اليوبيل الكرملي)

الغرب قد سبق الشرق، والشرق قد انتبه وسار يحاول أن يلحق بالغرب. وقد مضى اليابان في سبيل التقدم كقنبلة خرجت من فم مدفع ضخم وهبت العروبة من رقدتها. ونفضت عنها غبار الكسل، فأخذت تسرع الخطى إلى الأمام برغم الأثقال التي تثبطها. عالمة أن حياة الأمم ي تقدمها وأن الأمة التي لا حراك لها في هذا السياق العام تسحقها الأرجل. والأمل أن تكون في مقدمة الأمم الشرقية، فترجع تراث أجدادها من مجد ضائع وتزيد على ذلك المجد التليد مجدا طريفا فتثبت للملأ أنها تستحق الحياة وأنها سوف تحيا ثم تحيا.

ولما كان العلامة الأب انستاس ماري الكرملي من الذين أنجبهم العراق نابغة في العلوم العربية وقد خدم اللغة بصدق خمسين عاما خدمة لا يجحدها كل من طبعت نفسه على الإنصاف، وكان من تباشير كل نهضة صادقة أن تقدر الأمة جهود علمائها الفطاحل، رأى فضلاء العراق أن الواجب يدعوهم إلى تكريمه، اعترافا بفضله الجم، فتألفت في بغداد لجنة لهذا الغرض الشريف وشرفتني برئاستها فجئت أدعو باسم اللغة العربية المحبوبة رجال العلم والأدب في العراق وبقية الأقطار العربية من شعراء وعلماء وكتاب إلى الاشتراك في تكريم الأب الذي نكرم فيه العلم واللغة. وذلك في ١٦ أيلول القادم راجيا الحضور في بغداد عند حلول الموعد أن أمكنهم ذلك، أو إرسال ما تجود به قرائحهم من نظم أو نثر طالبا من الله تعالى أن يوفق الأمم الشرقية عامة، والأمة العربية خاصة، لكل خير وأن يسدد خطاها حتى تصل إلى مصاف الشعوب الراقية الجديرة بالحياة.

بغداد في ٢ تموز سنة ١٩٢٨

جميل صدقي الزهاوي

(ملاحظة) وقد نقل يوم الحفلة إلى ٧ تشرين الأول (أكتوبر) لأسباب يطول ذكرها. والآن نورد صورة الدعوة التي وزعت قبل يوم اليوبيل بأسبوع ثم صورة المنهاج يعقبها الخطب كما تليت في اليوم المذكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>