للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مشاهير جمع مشهور]

والمسوع من جمع مفعول على مفاعيل

في مجامعنا العلمية اليوم قوم أولعوا بالتنطس في اللغة وتضييق الخناق على المتأدبين حتى في الشائع المأثور الذي ألفته الأقلام وتداوله الخاص والعام فقد دفع أخيراً حب التقليد أحد شيوخ مجمع بيروت الآن إلى تكرار ما طال ترداده من إنكار جمع حاجة على حوائج ووضع الباقة للزهر موضع الطاقة. وقد سبق لنا في مجلة الآثار (١٩٢٧ ص ٤٢٥ - ٤٢٩) تعداد جملة صالحة من الأمثال في النثر والنظم شاهدة بصحة استعمال الباقة بلا مراء. وأما الحوائج فقد مضى الحكم فيها منذ دهر ولم تبق حاجة إلى الحذلقة في معناها بعد شيوعها كل هذه القرون في دواوين الشعراء وكتب الأدب والفقه والتاريخ والسير فضلا عن المخاطبات الرسمية من العهود والتواقيع والمراسيم والتقاليد بحيث قطعت جهيزة فيها قول كل خطيب ولم يبق بعده أقل حق لمتأخر أن يهدم منها لغير داع ما بناه المتقدمون وأهم مزيتهم في العلم وسابقتهم في اللغة وكلمتهم فيها الكلمة العليا.

ومن جملة هذه الألفاظ التي يحاول اليوم بعض الخلق إماتة ما أنشأه منها السلف جمع مشاهير المشهور فقد عده أحد رجال مجمع دمشق (خطيئة) لا تغتفر (مجلة المجمع ١٩٢٧ ص ٣٨٣) وتابعه عليها بعض أساتذة مصر (المقتطف ١٩٢٨ ص ٤٥٧) بدعوى إنه لم ينقله أحد من أئمة اللغة. كأن كتب اللغة التي انتهت إلينا تشتمل على كل ما نطقت به العرب وكل ما ينتظم في سلك كلامهم من طريق القياس والسماع. أو كأنها نقلت لنا كل ما أحدثه عصر التمدن والحضارة في اللغة منذ الخلافتين الأموية والفاطمية إلى انقراض العباسيين بمصر من الأبنية والصفات والأفعال التي صاغها جلة الكتاب والمترسلين لتفريع بعض المعاني عليها ونحوا فيها منحى العرب في الوضع والاشتقاق. ولو شاء اليوم أحد مجامعا العلمية أن يخصص بعض الكفاة من رجاله لتتبع هذه الألفاظ الطارئة على اللغة

<<  <  ج: ص:  >  >>