للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتب تطبع]

أني أشكر الله على أني تركت في العام المنصرم أمور التجارة لا تفرغ كل التفرغ للعلم والأدب. وحالما ودعتها أخذت بإتمام ما كنت قد شرعت فيه من ديواني الطفيل والطرماح. ولقد طبع المتن والشرح قبل الحرب فلا يمكنني اليوم أن أصحح فيهما ما عن لي بعد ذلك وما حققته بعد الإطلاع على عدة كتب وقعت بيدي.

ولقد انتهيت من مراجعة نص كتاب (التيجان) وهو أقدم (كتاب) عربي وصل إلينا في هذا العهد. والذي أراه أن هذه الصحف من وضع وهب بن منبه المتوفي سنة ١١٠هـ (٧٢٨م) وقد حرره عبد الملك بن هشام (راجع لغة العرب ٥: ٥٤٠). ويسوءني أن أقول أن المخطوطات الثلاثة التي وجدتها واعتمدت عليها هي في حالة يرثى لها من التصحيف والتحريف الواقعين من أقلام النساخ المساخ ولا سيما ما وقع في أبيات الشعر الواردة في ذلك السفر النفيس، وهي أبيات طويلة عريضة موضوعة في الغالب ثم جاء ابن هشام فزاد عليها من عنده أبياتاً أخرى فآضت تلك الكلم مبهمة فوقها ظلمات، وتحتها ظلمات، وتحف بها ظلمات، فهي ظلمات، في ظلمات، في ظلمات.

على أن هذا الكتاب يبقى دائماً رفيع المقام عند كل أديب مهما كانت منزلته وبأي فرع من فروع العلم أشتغل وذلك لأنه كان المنبع الأول الذي استقى منه المفسرون لتأويل بعض آي القرآن. ولهذا ترى الهمداني قد نقل في إكليله جميع (القبوريات) الواردة فيه عن أفيال اليمن دون تفلية أو نقد. - وقد نقلت إلى الإنكليزية مختصر تلك القصص وسوف تنشر في المجلة المعنونة (بمجلة الإسلاميات) الإنكليزية التي تصدر في حيدر أباد.

وبعد أن أتم ما ذكرته هنا، أعني بإتمام (الدرر الكامنة) الذي كنت قد تركته موقتاً لختم إصلاح كتاب التيجان. والجزء الأول من كتاب الدرر يحوي نحو ٢. ٥٠٠ ترجمة وقد عارضتها بثلاث نسخ منها اثنتان حسنتان. وقد انتهيت من مسح القلم من الجزء الأول للذكور وأنا على وشك أن أرسل به إلى ديار الهند حيث يطبع.

بكنهام (إنكلترة): ف. كرنكو

<<  <  ج: ص:  >  >>