الخرز اصلها - الخرز العراقية - أسطورتها - فحصها - الدعاء لها - أسماء الخرز العراقية
كان العربي الوثني ينحت من الصخور والأحجار تماثيل على شكل إنسان حينا، وحينا على هيئة حيوان، فيتخذها آلهة له، ويسجد لها، ويقدم إليها القرابين والنذور خشية بأسها، وبغية ترضيها. ظل على هذا الدأب دهرا طويلا فاختمرت هذه الفكرة في الرجل، وتغلغلت هذه العقيدة الوثنية في المرأة العربية حتى خيل إليها أن في هذه الأحجار والصخور والحصى والخرز قوة تقيها الشرور والآلام والأوجاع وان فيها نفعا يدر عليها وعلى آلها إخلاف البركات والخيرات. وان منها ما تؤثر في قلب الرجل حتى تجعل المرأة حبيبة في عين بعلها.
فهناك بين ثغور المغاور والكهوف وسفوح الجبال وثنايا الأودية أنواع من الخرز قد اثر فيها وهج الشمس فاكتست ألوانا وأصباغا تضاهي ألوان الزهر وأصباغ الورد، وقد القي في روع المرأة الجاهلية أن فيها ما يضمن لها حياتها وحب زوجها فالتقطتها من الأرض وثقبتها وعلقتها في عنقها أو جملتها على أضلاعها وتحت طيات ثيابها معمولة على سرها الكمين ومعتمدة على قوتها الفائقة.
ولما ظهر الإسلام نال العربي والعربية تهذيبا وتفقها وتنورا فارتفعت تلك الأوهام التي ربضت في دماغ العربي أحقابا طوالا وزالت أدران الخرافات من الرؤوس واعتقدت العربية بان الضرر والنفع والألم والمسرة والثروة والفقر وكل شيء بيد الله القدير المهيمن على الكون وما التماثيل والهياكل والصخور والخرز إلا تراب جامد لا نفع فيه ولا ضرر فضربت ما كان عليها من الخرز