للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتاب نفيس في البلاغة مجهول المؤلف]

وقع بيدي كتاب خط في البلاغة دونك وصفه، مبتدئاً بما استهل به المؤلف كتابه:

بسم الله الرحمن الرحيم

أطال الله في ظل أفياء السلامة بقاك وحجب عن غير نوائب الدهر نعماك وجعلك لمتوخى البلاغة معقلا ولا مال مؤمل الأفضال موئلا ومتعك بوفاء عهود أودائك وبلغك الغاية من تأويل ذوي المودة من أوليائك قرأت متعك الله بالسلامة وحياك بالزلفة والكرامة ما كتبت تشكوه إلينا من قلة الثقة بأصحابك وما تحمل من معناه تلون الصديق وسرعة ملل الرفيق وأنفة ذلك وشراسة خلق النديم وسألت أن اختار لك نديماً متأدباً كريماً وذلك لتستعين به على طوارق غمومك وتفجر به متكانف همومك وتفزع إليه من سهرك وتدعو به عند ضجرك وتعتمد عليه في أمورك ولتستمده لسرورك فرأيت استفراغ المجهود في طلب ذلك عذراً ووجدان من ارتضى خلائقه منادمتك عسراً وأحببت أن أخبرك بنديم يروقك منظره ويسرك مخبره وتطيب مشاهده وتكثر محامده وتقل ذنوبه وتفتقد عيوبه إذا دعوته أسرع وإذا حدثك أمتع وإذا سألته أجاب وإذا تكلم أصاب وإذا استرفقته رفق وإذا استنطقته نطق لا يرهقك عسراً ولا يحملك أصراً. فصنفت كتاباً في الفصاحة والإيجاز والبلاغة ضمنته موجزات الخطب ومنتخب بلاغات العرب مما حفظ من ملح كلامها ومختصر ألفاظها وموجز خطبها وبراعة أدبها ونادر خطابها ومسرع جوابها ومعجب قرائحها ومعجز بدائهها إلى شيء من بلاغة البلغاء وفصاحة الفصحاء وجواب الأدباء وإيجاز الخطباء ومحاورة الخلفاء وتهادي الظرفاء ومكاتبة الأمراء ونوادر الشعراء بفصاحة ذوي الألباب وثقافة أذهان الكتاب ورصانة عقول النساء وتكامل أدب الأدباء ونظمته بما انتظم من الحكم المحفوظة عن حكماء العجم ووصايا المحتضرين وحكم المجانين وقدمت ذكر براعة العرب على غيرها من الناس لتقدمها في الفضل على سائر الأجناس ولأن الله تعالى قد شرفها برسوله وفضلها بتنزيله وحضها بالخطاب

<<  <  ج: ص:  >  >>