للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بسمى أو أدب القديمة]

١ - مدخل البحث

في عام ١٨٢٠ أي منذ أكثر من قرن شرعت إنكلترة وفرنسة ثم عقبتهما أميركة وألمانية في ارتياد ديار بابل وآشور ونبش مدنها المدفونة وكانت نتيجة إقدام هذه الدول ومجازفتها بأموالها ومخاطرة علمائها بحياتهم ملء دور التحف في أوربة وأميركة بآثار هذه البلاد وعتائقها وركازها فإن الجهود التي بذلها كل من لايرد وسمث في نينوى وبلاص في خرستاباذ (خورسباد) ودي سرزك في تلو ورتش ورولنصن ورسام وكلدواي في بابل وكمبل ووولي في أور ووارد وبترس وهينس وهلبرخت في نفر، وبنكس في بسمى (أدب)، ولفتس في الوركاء وسنكرة وتل سفر، وتيلر في أريدو (أبو شهرين) أثمرت ثمارا لذيذة جناها عارفو قدرها.

٢ - البعثات الأميركية إلى ديار العراق قبل الحرب العظمى

سارت البعثات البابلية على نفقة الولايات المتحدة من ربوع العالم الجديد وألقت عصا ترحالها في وادي الفراتين فتكللت مشاريعها بالنجاح وكانت البعثة البابلية على نفقة جامعة شيكاغو الثالثة من نوعها فقد غادرت ربوع أميركة وحلت في القطر العراقي وقامت بتحريات وتنقيبات دقيقة فاقت من تقدمها في هذا المضمار. وأول بعثة نزحت من العالم الجديد ويممت ديار العراق كانت بإيعاز الآنسة كاترينة د. وولف فقد أمدتها بأموالها وجهزتها بكل ما يلزمها من وسائل النجاح وكانت تلك الغادة من بنات نيويرك العاملات في اكتشاف دفائن الكنوز الأثرية والوقوف على محتوياتها. وقد ترأس تلك البعثة وأشرف عليها الدكتور وليم هيس وارد فقضى عام ١٨٨٤ - ١٨٨٥ في تفقد أطلال بابل والبحث عن أنقاضها وقد أتاح له الحظ أن يبتاع مقدارا وافرا من الرقم المسمارية والختوم المحفورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>