للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتصوف هو. والتصوف من اليونانية كما قلنا في ص ٢١٤ من هذا الجزء ونحن سبقنا جرجي زيدان إلى تنبيه الناس على اصلها الأعجمي بثلاث وعشرين سنة. وربما أخذها عنا، ومعنى اليونانية حكمة الله أو عرفان الله.

[أبو العبر]

س - بغداد - ب. م. م - من هو أبو العبر الذي ورد ذكره في مجلتكم (٥: ٣٥١)؟

ج - قال أحمد زكي باشا في المقتطف ٤١: ٤٣٨ ما حرفه: كانت مدينة أبي جعفر المنصور جنة الدنيا في عهد هارون والمأمون وخصوصا في أيام المتوكل وكان فيها شاعر يسمى (أبو العبر) له أحوال عجيبة وأمور غريبة، وكان من المجان الذين يقل نظيرهم في الدنيا. وقد تكفلت كتب التواريخ والأدب بشرح أموره. وكان يزيد في كل سنة حرفا في اسمه حتى انتهى إلى: (أبي العبر طرد طيل طليري بك بك بك). كان المتوكل يلبسه قميصا من حرير ثم يرمي به في المنجنيق إلى نهر دجلة. فمتى حذفه المنجنيق في الهواء صاح: (الطريق، الطريق) (كما نقول الآن: وسع وسع) (وكما يقول البغداديون اليوم: بالك، بالك)؛ ثم يقع في الماء، فيأتي السباح ويستخرجونه. وكان في أحد قصور المتوكل زلاقة ما أشبهها بالتوبوجان الموجود الآن في مصر الجديدة (واحة عين شمس)؛ فكان الخليفة يأمره بالجلوس عليها، ومن هناك ينحدر ساقطا من فوق الزلاقة حتى يقع في البركة فيطرح الخليفة الشبكة فيخرجه كما يخرج السمك. وفي ذلك يقول شاعرنا:

ويأمر بي الملك ... فيطرحني في البرك

ويصطادني بالشبك ... كأني من السمك

انتهى كلام الأستاذ في المقتطف. وقد علمنا من صاحب تاج العروس أن اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>