للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نكبة الفلاح]

قصيدة من أبدع قصائد فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة الأستاذ الكبير جميل صدقي الزهاوي وقد صور فيها أفصح تصوير نكبة الفلاح العراقي، تلك النكية التي نزلت به في هذه السنة بفيضان الفرات وقد أنشدها في حفلة تمثيل رواية (الوطن) التي قامت بها فرقة السيدة فاطمة رشدي في ليل ٥ حزيران سنة ١٩٢٩ إسعافا لمرزوءي الفيضان.

- ١ -

قد طغى يطفح الفرات وعبا ... يملأ الأنفس الجريئة رعبا

ساعة ثم طبق الأرض ماء ... فكأن الآتي قد جاء وثبا

إن ذاك الذي عهدناه نهرا ... ضيقا أمسى اليوم كالبحر رحبا

غمر الجانبين منه وأنحى ... يتسامى إلى التلاع فأربى

أغرق الزرع والمساكن والش ... اء مطافيل والبساتين غليا

إن يوما أنحى الفرات على الف ... لاح فيه يشله كان صعبا

لم يكن هكذا يشد عليه ... مستبدا لو كان يملك قلبا

كذبتنا الحياة في كل شيء ... ولعل الآمال أكثر كذبا

- ٢ -

جاء غضبان بادي الأزباد ... عابئا بالأسداد والأرصاد

وإذا كان السيل قد عب يجت ... اح فماذا مناعة الأسداد

إن من كان في الجبلة حرا ... كلسرا للأغلال والأقياد

ولقد مدته على ما أتاه ... كثرة للثلوج في الأطواد

دهم السيل آمنين فريع ... القوم يستصرخون للإنجاد

هبت الأمهات في الذعر ليلا ... يتعثرن فيه بالأولاد

يا لها نكبة ألمت بناس ... فأضاعوا ما عندهم من رشاد

<<  <  ج: ص:  >  >>