للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الطفرة؟) والمداخلة، ولا من باب الجوهر والغرض بل كلها في الكتاب والسنة، وبجميع الأمة إليها اعظم الحاجة ثم نسئل (نسأل) الذي عرفنا فضلك أن يصل حبلنا وان يجعلنا من صالحي أعوانك المستمعين منك والناظرين معك وان يحسن في عينك، ويزين في سمعك، ما يقربنا به إليك والتمسنا الدنو منك انه قريب مجيب فعال لما يريد. أطال الله بقاءك وأتم نعمته عليك وكرمته لك في الدنيا والآخرة.

تمت الرسالة بعون الله تعالى ومنه وتوفيقه والله الهادي والمرفق للصواب والحمد الله أولا وأخرا، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين آمين آمين آمين.

[القيالة عند العرب]

كان لملوك اليمن في العهد السابق الإسلام بسطة عظيمة وامتداد لملكتهم عظمه بعض الإخباريين بعد ذلك حتى أخرجوه عن حقيقة اتساعه وكان لملكهم الكبير سطوة على جميع ملوك المخاليف والمحاجر أي انه كان في الديار اليمانية ملك عظيم هو الأعلى وتحت أمره ملوك صغار يعرفون بالاقيال واحدهم (القيل) وتعرف إمارته (بالقيالة). ولما انتقلت إلى ربوع الشام ولخم إلى أرجاء العراق لم تفارق القيالة رؤساءهم فان غسان دانت لملوك الرومان ولخم لاكاسرة الفرس إلا انم أبوا أن يتسموا بالقيول لما في هذا اللقب من معنى الخضوع لملك اعظم منهم. ولذا تسموا بالملوك - أما انهم لم يقبلوا لأنفسهم أن يتسموا بالقيول فظاهر من كلام جميع الإخباريين الذين لم يلقبوهم بهذا اللقب مرة واحدة إذ كان ذلك من باب الحط من قدرهم. وأما انهم عرفوا بالملوك فظاهر من نصوص جميع المؤرخين كبيرهم وصغيرهم. على أن الرومان والفرس لم يعترفوا لم بالملوكية، إذ لا نرى لذلك أثراً في ما وصل إلينا من أنبائهم المدونة والذي كانوا يعترفون به لهم (الملوكية الثانوية) أي القيالة وهي ملوكيتهم على العرب دون غيرهم ممن كان في البلاد التي كانت في إدارتهم ومن كان يعرف عند الفرنسيين باسم

<<  <  ج: ص:  >  >>