للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فوائد لغوية]

حول نقد محمود الملاح لصناعة الإنشاء إلى علامتنا ومرشدنا الأب أنستاس ماري الكرملي الجليل.

كنت قد أخبرتكم أن محمود الملاح قد لبس عليكم الحق بالباطل في إقناعكم بان (استقرى) بمعنى (تتبع وتأثر) مهموز الأخر لا معتلة. وذلك في نقده (صناعة الإنشاء) الذي ألفه عز الدين علم الدين في ص ٦٣٠ من المجلد الخامس من مجلتكم (لغة العرب) إذ قال (قوله: أستقرى بالنقص بمعنى استقرأ المهموز ذهابا منه إلى أن الهمزة في الاستقراء منقلبة عن حرف علة كالاستخذاء مثلا) اهـ. وقد ذكرتموه خطأه الفظيع وأنا جليسكم فتفصى بأنه أعتمد في ذلك على المنجد، فقلتم له (أعلى المنجد يعتمد من ينقد كتب الناس في لغة العرب الحريصة على العربية والحقيقة حرص الواله على حبيبه؟) ولعل ما ذكرت مضمون قولكم لا نصه بحروفه:

وإني أنعمت النظر في النقد الآنف ذكره فوجدت أمارات الزيغ والشطط بادية عليه، لذلك قدمت إليكم نظراتي هذه لأن أربكم خدمة العلم والحقيقة:

١ - إن ادعاءه أن (استقرى) يجب همزه غلط شنيع جهل به غيره مع أنه جاهل صوابه. وأضاف إلى ذلك أنه أرتكب الخطأ بعينه في ص ٦٣٣ بقوله (وما أدري كيف استقرأ أحوالنا الخلفاء) فالصواب (كيف استقرى أحوال الخلفاء) أي تتبعها أما قولهم (استقرأ الجمل الناقة أي تاركها) فلا يدل على ذلك فالهمزة في الاستقراء إذن منقلبة عن حرف علة على رغم جهل هذا الناقد.

٢ - وقال في ص ٦٢٧ (مع إنا نعلق على معرفة المصادر أهمية كبرى) فساقه وهمه إلى جعل اسم التفضيل (كبرى) موافقا للموصوف في التأنيث والتنكير مع أننا ندرس التلاميذ الأحداث في المدارس الابتدائية أنه يجب ذلك إذا دخلت عليه (أل) مثل (الأهمية الكبرى) ويجوز إذا أضيف إلى معرفة

<<  <  ج: ص:  >  >>