والمطلب. يوحدون الله وإليه يلجئون في النوائب والنوازل، ومنه يرجون كل خير ويطلبون كل صلاح، وبه يستعيذون ويستجيرون وإياه يسبحون ويقدسون، وهم لا يشركون أحداً مع الله في العبادة والتوحيد والاستعاذة والاستعانة. - هذا وكتبهم مشحونة بمثل هذه الأقوال الصحيحة ولا سيما مؤلفات الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله، فإنها كلها مؤيدة بالأدلة القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة فمن شاء مزيد تفصيل وإطلاع على هذا المذهب وأصوله وتعاليمه فعليه بكتاب التوحيد، وكشف الشبهات، والكبائر، والأصول، من تأليف الشيخ المذكور؛ فقد جمع فيها ما يغنى عن الإطالة في هذا البحث في هذه المجلة الضيقة النطاق.
١٨ - العادات والأخلاق
أما عادات أهالي هذه البلاد فقد يستغني المطالع عن الوقوف على تفاصيلها إذا علم أن عرب تلك الأنحاء هم العرب الأقدمون الصرف البحث المحض الذين لم يشب نسبهم شائبة، ولم يخالطهم أجنبي الدم أو الدار، ولذا تراهم باقين على عروقهم الطيبة، ومنابتهم القويمة فأخلاقهم أخلاق العرب الأولين من شجاعة وبسالة، من أقدام واقتحام، من جود وكرم، من وفاء وإباء، من صدق وشرف. إلى غيرها من الأوصاف والمناقب الموجودة فيهم التي إن لم تزد فيهم مع الزمان فإنها لم تنقص أبداً، فبلادهم هي البلاد التي تغنى بها الشعراء وأقوامها أولئك الأقوام الذين نبغوا بين مشاهير الرجال الكرام. وكفاهم شرفاً أن الله أمتدحهم بأنهم (أولو قوة وألو باس شديد). وبهذا القدر لهذا البحث كفاية للقنوع، وفي