للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تمثال ملك أدب]

لوجل دلو -

ينشر رزوق افتدي عيسى منذ زمن، مقالات متسلسلة، في مجلة لغة العرب، موضوعها: مدينة أدب (بسمى) وحفريات الأميركيين فيها. في عهد العثمانيين؛ فوددت أن اصف في هذه العجالة تمثال الملك لوجل دلو الذي شاهدته في متحفة العاديات. في استانبول. في القسم الأثوري البابلي. في ١٤ أيلول سنة ١٩٢٩. في أبان رحلتي الآسيوية الإفريقية الأوربية؛ وذلك لنفاسة هذا الأثر وقدمه فأقول:

أول ما يجذب أنظار داخل الغرفة المرقمة ١١ في المتحف المذكورة، ويقابله وجهاً لوجه. هو ذلك التمثال البديع الصنع. المحكم العمل، المرقم ٣٢٣٥ أدب (بسمايا) من المرمر الصاب طوله ٧٨ سنتيمتراً ويمثل لوجل دلو ملك أدب (بسمى). ويرتقي تاريخه إلى حوالي السنة ٣٣٠٠ قبل الميلاد؛ ويعد هذا الأثر أقدم تمثال عرفه العالم حتى اليوم.

ترى الملك منتصباً على قاعدة وموقفه موقف الخاشع المتضرع. أمام الاهه إذ قد ضم ذراعيه ويديه إلى صدره وهو عار من الثياب إلى وسطه. ومحلوق الرأس. على منوال الشمريين ومتزر لباساً من صوف، معقد الرؤوس، كأنه جلد خروف، ذلك اللباس الذي سماه الأقدمون (كونكس وعلى كتفه اليمنى كتابة فيها اسمه وألقابه.

ويرى الناظر عيني التمثال وحاجبيه فارغة مما كان فيها أي إنها كانت مرصعة بالحجارة الكريمة الدقيقة والمعادن الثمينة.

ولا أنسى ذلك التأثير الذي أثره منظر التمثال في نفسي، ولا سيما طلعته الباسمة الكيسة التي لا أزال آنس بذكرها وأشيد بمهارة ناحته ومحاكاته للطبيعة. يعد علماء الآثار والنحت هذا التمثال طرفة من طرف الصناعة.

يوسف غنيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>