للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى يصيد الزوج صيدة ناجش ... إن التناجش ديدن السفلاء

تلكم مصيبتنا وذاكم داؤنا ... والشعب محتاج إلى صلحاء

أيان نحسم داءنا بدوائنا ... فنضر بالفتيات والأبناء

ويح ابن آدم أن عرته مصيبة ... طول الحياة تثور بالإيراء

ويح ابن آدم إن تكن منجاته ... مهواته ومصادر البرحاء

فرم الزواج إذا أردت سعادة ... وصن الزواج بصائن العقلاء

بغداد: مصطفى جواد

[كحل الإخفاء]

من المسائل الخرافية الشائعة بين عامة الناس المأخوذة من (السحر والشعبذة) مسألة (كحل الإخفاء) والكلمة مركبة من (الكحل) بضم الكاف وإسكان الحاء والآخر معرب وهو اسم للدواء الذي يضعه الناس في عيونهم للزينة والتحسين، أو لتخفيف شدة الألم والوجع العارض في (العيون) ومن (الإخفاء) مصدر أخفى الشيء إذا غيبه ويزعم العامة أن الإنسان إذا اكتحل به اختفى عن العيون والأبصار ولا يمكن أحدا أن يراه فهو (يرى ولا يرى)؟ وكأنه خالق السماوات يأكل مع الناس ولا يرون إلا أثر المأكول فارغا ويحدثهم في (الخلوة) ولا يحدثونه خوفا منه وإجلالا لهيبته ويسمعهم كلامه ونغماته ويتعجبون إذا سمعوا صوته ولا يرون شخصه المتحجب عنهم ويخافون منه خوفا شديدا ويخوفون أبناءهم الصغار به كما أنه إذا جن عليهم الليل يقسمون به على السارق الذي يطرق بيوتهم أن لا يمسهم بأذى وإذا طرقها وأحسوا به يهددونه (بصاحب الكحل) فإذا سمع السارق بصاحب الكحل ولى الأدبار من دون أن يتناول شيئا من البيت.

ولم نعلم حقيقة الشيء الذي يكتحل به ويقال إن هذه المسألة كان يتقنها فريق من العلماء المتقدمين ويعلمونها تلاميذهم منهم العلامة الشهير الشيخ بهاء الدين العاملي محمد بن الحسين بن عبد الصمد المتوفى سنة ١٠٣٧هـ وأظن أن هذه الوسيلة تلاشت معرفتها في هذا القرن لانا لم نسمع أحدا من علماء هذا العهد في العراق تعلم هذه (الشعبذة) من أستاذ أو علمها غيره.

النجف: عبد المولى الطريحي

<<  <  ج: ص:  >  >>