للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القائل، وكان عراقيا، أحلته على الجرائد المصرية العامية: وإن كان مصريا أحلته على الجرائد العراقية العامية؛ لينظر كل من خالجته شبهة من اتباع كل ناعق دساس! هل ثمة ما تطمئن إليه نفس الناصح لامته المتفاني في شد أزر الجامعة العربية؟

أن هناك خروجا على هذه الجامعة، ومحاربة لها بسلاح التفريق اللغوي بعد أن حوربت بسلاح التفريق الجغرافي؟!. .

واجدر بمن كان مخلصا للغة ولجامعة اللغة ويجري في عروقه حبها والحرص على حياتها أن يثابر على سد الثلم الذي يدعيه، وإلا فليصرح بملء شدقيه إنه غادر بقومه، أو دخيل فيهم فهو مثل السوس في بنائهم، والجرثومة الخبيثة في بنيتهم.

محمود الملاح

[الدرداقس]

في (البستان) للبستاني: (الدرداقس) ويقال أيضاً بالصاد، عظم يصل بين الرأس والعنق معرب عن الرومية. أهـ. وهي عبارة أقرب الموارد ومحيط المحيط وكل من أخذ عنها وأول من غلطها صاحب القاموس لأنها عبارته والخطأ واضح، والصواب: يفصل بين الرأس والعنق، أو: يصل الرأس بالعنق: لكن لغوينا المحدثين خاطبوا ليل ينقلون بلا ترو ولا تبصر.

وغوليوس وفريتغ ودوزي وقزميرسكي وسائر نقلة الإفرنج لم يذكروا الكلمة الرومية (أي اللاتينية) التي صحفت عنها. ونظن إنها من أي محور الرأس وهو معناها، على أن السلف الفصحاء عرفوها باسم (الفائق) من (ف وق) لأنها تفوق جميع الفقار بعلوها، وب (الفهقة) قال بن الأعرابي الفهقة: موصل العنق بالرأس. وهي (السرير) أيضاً إذ يجلس عليها الرأس ويقز.

وجاء (درقاس) في الشعر بدلا من درداقس. أنشد أبو زيد:

من زال عن قصد السبيل تزايلت ... بالسيف هامته عن الدرقاس

(أورد ذلك صاحب اللسان والتاج في مادة (د ر د ق س).

قال أبو زيد: و (المتلقية) على عظم الفائق مما يلي الرأس. أهـ، فتكون هذه هي المسماة بالافرنسية (المخصص١: ٦٠) فاحفظ كل ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>