للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دراسته، يلتحق بالأندية التي قد أعدتها الحكومة لهذا الشأن، فيقل فينا المرض ويخف سكان السجون، لأن العقل السليم في الجسم السليم، يساعدنا على درس الفنون. وأن ساد أجدادنا قبل قرون فساسوا العالم في عهدهم، فننا أحفادهم قد ورثناهم روح الانتصار، فلا غرو إذا أصبحنا بعد ذلك سادة العالم الرياضي.

بغداد: فنسان م. ماريني

[المائن أو الممخرق]

لاقاني أحد الوطنين الأدباء من المتفرنجين، وقال لي: أنك تدعي أن لغتنا غنية، وفيها من الألفاظ ما يقوم بحاج العصر، فهل تظن أنك تجد في لغتنا، ما يؤدي معنى كلمتهم (شرلطان)؟ - قلت: وما مرادك من هذا الحرف؟. قال: معناه الطبيب الدجال، الجالس على قارعة الطريق، وهو ينادي على ما بيده أنه نافع للداء الفلاني، والفلاني، الفلاني، إلى ما لا نهاية له. فيوقن به السذج. ويشترون منه دواءه المزور، وهو لا يفيد شيئاً.

قلت له: هذا ما سماه السلف، في عصر العباسيين، بالمائن. أما قرأت في التاريخ ما جاء عن هرون الرشيد؟. فقد ذكر أن منكة الطبيب الهندي الذي استدعاه هرون الرشيد من دياره، ليطيبه. مر ذات يوم (في الخلد، وإذا هو برجل من (المائنين) قد بسط كساءه، وألقى عليه عقاقير كثيرة: وقام يصف دواء عنده معجوناً. فقال في صفته: هذا دواء للحمى الدائمة وحمى الغب، وحمى الربع: ولوجع الظهر والركبتين، والجلسام والبواسير، والرياح، ووجع المفاصل ولوجع العينين، ووجع البطن، والصداع، والشقيقة، ولتقطير البول والفالج والارتعاش ولم يدع علة في البدن إلا ذكر أن ذلك الدواء شفاؤها.

فقال منكه لترجمانه: ما يقول هذا؟ فترجم له ما سمع وتبسم منكه، وقال: على كل حال ملك العرب جاهل. وذلك أنه أن كان الأمر على ما قال هذا فلم حملني من لدي وقطعني عن أهلي. وتكلف الغليظ من مئونتي، وهو يجد هذا نصب

<<  <  ج: ص:  >  >>