للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[البطائح الحالية]

ماضي البطائح الحالية

كانت قبل الإسلام ارضين تزرع متصلة بأرض العرب ومن جيرانها بنو العنبر وباهلة ويشكر ومتصلة بميسان وكانت ذات مدائن وقرى معمورة في زمن الفرس أولا وفي العهد العربي أخيرا؛ فكانت (طهيثا) مدينة كبيرة في أول البطائح؛ وكانت (باذاورد) مدينة في آخرها وقد يتراءى للعابرين آثار بقايا عمارة في بطن البطائح وتحت الماء وذلك زمن ركود الماء وصفائه فيعلم أنها كانت عامرة في الزمن الغابر.

وقد كانت السفن الكبار التي تنفذ من دجلة البصرة تجنح قريبا من مدينة (طهيثا ويحمل ما فيها بالزوارق كما هو جار في هذا العهد في البطائح اليوم واسمه عند النوتية (جواية) فكانت الزوارق تسير في مآزق من القصب حتى تنتهي إلى موضع ليس فيه قصب ويسمونه في القديم (الهول) وكانوا يتخذون بين هذه المآزق مواضع من القصب وهي أشباه الدكاكين عليها خصاص وأكواخ يكتلون فيها من البق والهوام وهذه تسمى اليوم كبائش (وتلفظ جبايش بالجيم المثلثة الفارسية).

وكانت البطائح في أول عهد الإسلام والعرب آجاما وإحراجا فدخلها آباؤنا يقتلعون القصب ويزرعون في مكانه الأرز الطيب وأول من قلع القصب وغلب الماء بالمسنيات واستغل تلك الأرض هو عبد الله بن دراج مولى معاوية

وقف العربي ابن الغدير والرمال على البطائح وهي خور واسع ومنخفض رحب يستنقع فيها الماء المسيب فيسبب غمقا ووبالة ومغايض وآجاما يكثر فيها القصب

<<  <  ج: ص:  >  >>