للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تفيد التربية الحسنة الإنسان والحيوان فتفنى فيهما بعض السيئات إذا اخذ كل من الإنسان والحيوان في حداثة سنه وقد لا تفيد أبداً بل وربما أحدثت فيه انتكاسا أو ارتكاساً.

وهذا ما انتبه إليه أو إلى مثله قدماء العرب.

ومن هذا القبيل ما يحكى أن إعرابيا ربى بالبادية ذئبا فلما شب افترس سخلةً له. فقال الإعرابي:

فرست شويهتي وفجعت طفلا ... ونسواناً وأنت لهم ربيب

نشأت مع السخال وأنت طفل ... فما أدراك أن أباك ذيب

اذا كان الطباع طباع سوء ... فليس بمصلح طبعا اديب

وقال غيره:

وأنت كجرو الذئب ليس بآلف ... أبى الذئب إلا إن يخون ويظلما

وهذا الكلام يصدق على كثيرين ممن ربوا تربية صالحة فلما شبوا دبت إليهم عقارب خصالهم الرديئة فلسعت آدابهم فأوردتهم حياض الموت. فاصبحوا في ديارهم جاثمين. ولأخرتهم خاسرين. بعد أن كانوا في دنياهم من الخاسئين.

[المتكهفة والمكتهفة]

أو المنتفقة

للإفرنج لفظة يونانية الأصل منحوتة من كلمتين من نفس تلك

<<  <  ج: ص:  >  >>