للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[هيكل أدب]

(تابع لما قبله)

أما لباسها ففي غاية البساطة والحشمة. بخلاف ما ذهب إليه فريق من المؤرخين في تهتك المرأة البابلية في الهياكل وعلى أبواب المعابد. وفي اسفل الإناء خطوط متمعجة تشبه الموج وهي تمثل الماء أو الغمر.

وفي الجهة اليمنى من مقدم الزورق كتابة مؤداها: إن اورين بن اور أهدى هذا الإناء إلى إلهته لكي تحفظ حياته. وبعض تلك الكتابة مسطور بخطوط مستقيمة. وبعضها بصورة مسمارية ترتقي إلى عهد دنجي. وفي طرفي الإناء ثقبان صغيران يسلك فيهما خيط لتعليق ذلك الإناء في الهيكل. ويظهر إن هذا الزورق قدّمه أحد النوتية هدية للهيكل عربون حمد وشكر على نجاته وزوجته من الغرق كما وقع مثل ذلك في أيامنا لجماعة من الملاحين فعلّقوا بعد نجاتهم رسم السفينة الغارقة ووضعوه في كنيسة مرسيلية الكبرى.

وقد ورد في الجزء الثالث من كتاب رويال ريدر ص ١٥٦ - ١٦٠ بعنوان (زورق فرسي) أي مصنوع من الخيش ما وقع لسبعة من النوبية الإنكليز قبل نحو مائتي سنة. فان نفراً من لصوص البحر (القرصان) أسروهم وحملوهم إلى الجزائر من بلاد المغرب في أفريقية فقضى أولئك المنكودو الطالع في الأسر مدة خمس سنوات قاسوا في خلالها من صنوف العذاب والهوان ما حملهم على أن يفضلوا الموت على حياة الذل والمسكنة. وفي الأخير عقدوا النية على مغادرة الجزائر مهما كلفهم ذلك من الأخطار والمشاق، فصنعوا سراً قارباً من الخيش وطلوه بالزفت والقار، ثم أنزلوه في الماء ليلا وهموا بالهرب. وما كان اشد أسفهم لما حققوا انه لا يسع سوى خمسة منهم، فالقوا القرعة وتخلف اثنان منهم بعد وداع تتفطر له الأكباد حزناً، وينقطع نياط القلوب جزعاً، ثم أبحروا

<<  <  ج: ص:  >  >>