للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ووجهتهم بلاد أسبانية. وكان زادهم قليلا من الخبز وقنينتين من الماء العذب وبعد سفر دام بضعة أيام، كابدوا في أثنائها من الأهوال والنكبات ما يعجز القلم عن وصفه. وصلوا جزائر مينرقة وهم إلى آخر رمق من الحياة لشدة ما أصابهم من الجوع والعطش والتعب. فاكرم مثواهم الإسبانيون ورثوا لحالهم وأمدوهم في الحال بطعام وشراب ولباس وزودوهم بكل ما يقوم

بأودهم ثم وضعوهم في إحدى سفن ملكهم ووجهوهم إلى إنكلترا بلادهم وقد حفظ سكان جزيرة مينرقة ذلك الزورق المصنوع من الخيش، ووضعوه في كنيستهم الكبرى ذكرى لنجاة أولئك الملاحين الإنكليز الذين نجوا بأعجوبة من أهوال البحار بذلك القارب الصغير. وقد، حفظت أضلاعه وقاعدته من التلف مدة من الزمن، واخذ الرحالون يؤمون تلك الأصقاع لمشاهدة صقل ذلك الزورق القديم بعد الحادثة بأكثر من مائة سنة، فهذه الواقعة تؤيد بأجلى بيان ما حدث للملاح البابلي وزوجته التقية وإيداع رسم زورقهما أحد هياكل أدب.

وفي الخامس من كانون الثاني سنة ١٩٠٤ استؤنف الحفر بعد أن توقف بضعة أيام من جراء النزاع القائم بين شيوخ تلك المنطقة. فكان كل منهم يدعي أن موقع بسمى ملكه. وقد عثر النقابون في ذلك اليوم في الطرف الشمالي الغربي من قاعدة الهيكل على رأس تمثال صغير منحوت من الحجر الأبيض يماثل التماثيل المكتشفة في تلو ونفر وكان رأس ذلك التمثال اصلع. ووجهه مستديراً أمرد ويرتقي عهده إلى الشمريين، ولا يتخطى عصر جودياء ملك تلو. ووجد المنقبون في اليوم التالي ٦٥ صفيحة من الآجر وبينها قطع وطائفة من الجرار الصحيحة وكل هذه الآثار اكتشفت في ارض الطبقة السفلى من الهيكل.

هذا وفي ذات يوم بينما كان أحد المعمارين يبحث عن آجر للبناء عثر نبهاً على بئرين بالقرب من سفح الرابية الرابعة. وكانت أعضاد إحداهما مطوية بالآجر المربع (الطابوق السلطاني) وعلى كثير منها اسم اور انجور وكتاباته. وكانت البئر الأخرى مطوية بالآجر المسنم، ويحيط بها دكة مبنية بالآجر أيضاً، ووجد الحفارون في الرابية الأولى بناء عظيماً. وفي أنقاضه صفائح من

<<  <  ج: ص:  >  >>