للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قلت أكثر بعد عودتي إلى بغداد.

ولما كانت غايتي من هذا الديوان جمع ما وقع عليه اختباري من قصيدي وقد أسقطت كثيرا ما يربط البيت بأخيه لم يبق في أكثرها الاطراد المطلوب ففصلت بين قسم وآخر من القصيدة بخط تنبيها على أن هناك أبياتا قد حذفتها. وعسى أن لا يلتبس مثل هذا بالفواصل الطبيعية منها.

بغداد: في شباط سنة ١٩٢٨

جميل صدقي الزهاوي

[ساعة في سدة الهندية]

استدعت الحكومة العثمانية في عام ١٩٠٩م المهندس الإنكليزي المعروف بالسير وليم ويلكوكس لإقامة سد محكم عل الفرات بالقرب من قصبة المسيب ليمنع المياه الوفيرة من الانحدار نحو الجنوب من دون أن تستفيد منها مزارع الفرات الأوسط فائدة تذكر. ويكون (الناظم) هو الحكم في توزيع المياه على المزارع والمدن القائمة على عدوتيه توزيعا عادلا يدر على المزارع والفلاح أفضل الخيرات والبركات.

وقد اضطرت الحكومة البائدة إلى استدعاء المهندس المشار إليه للقيام بهذا العمل الخطير على أثر انهيار السد الذي أقامه في عرض النهر المذكور المهندس الافرنسي المسيو شندرفر عام ١٨٨٥م، عندما بدأ الفرات يتحول عن مجراه الطبيعي فيتدفق بغزارة في شط الهندية من دون أن يأخذ جدول الحلة منه قسطه الوافر. والذي يطلع على خارطة العراق وأنهاره، ويلم بمواقع فدنه ومزارعه يدرك - بلا ريب - حاجة المزارع الواقعة على نهر الحلة إلى مياه غزيرة دائمة حتى لا يعوزه القحط فيستحوذ على سكانه كما استحوذ عليهم عام ١٨٧٨م. فلهذا السبب مست الحاجة إلى وضع (ناظم) لماء الفرات وأصبح ذلك الشغل

<<  <  ج: ص:  >  >>