للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابُ المُكَاتَبَة والمذاكرَة

أدب العراق

سيدي العلامة صاحب (لغة العرب):

لمثلي العاجز تقدير وإجلال لأدباء العراق يشاركني فيه كثيرون من أدباء مصر، ولذلك أشتاق إلى الإطلاع على نفثات أقلامهم في مجلتكم الزهراء ومنذ قرضي الشعر في حداثتي أو منذ نيف وعشرين سنة وأنا أذكر أسمي الرصافي والزهاوي اللذين كثيراً ما أنتفع الأدب والأدباء بقصائدهما الشهيرة التي نشرت في مصر وغيرها من الأقطار العربية والآن أرى بجانبهما طائفة من خيار الشعراء والكتاب العراقيين الذين يفخر بهم وتزدان الصحف والمجلات بروائع بيانهم، ولعلهم لا يضنون بنشر طرائف من أدبهم في (لغة العرب) التي يقرؤها خاصة الأدباء في مصر ويحرصون عليها حرصاً عظيماً.

وقد أسفت لسوء تفسير بعض الأدباء للمناظرة التي بين الأستاذين الزهاوي والعقاد عن (العقل والعاطفة)، إذ هي مناظرة أدبية مفيدة لا تمس احترام أحدهما للآخر، ومن هذا القبيل دعوى بعض المحافظين عن رثائي ورثاء الأستاذ العقاد لسعد باشا، فليس البحر والقافية ملكاً لأحد، كما قد تتوارد الخواطر، هذا وللأستاذ العقاد احترام خاص عندي، وليست مواهب شوقي بك منكورة عند مثلي كيفما كانت طباعه وتصرفه أخيراً، ولا فخر لمن يبني شهرته على حساب غيره. وهذا هو المبدأ الذي تتشبث به (رابطة الأدب الجديد) التي لي شرف الانتماء إليها، فنحن ننظر إلى الأعمال أولاً لا إلى الأشخاص، ونرى أن جعل الشهرة غاية عيب بينما لا يعاب اتخاذها وسيلة إلى غرض أسمي.

وأخيراً أتمنى أن تسعدنا (لغة العرب) في أجزائها التالية بنفحات جديدة من أدب العراق الوسيم، وأن لا نحرم صور أدبائه الأفاضل، وأن تدوم هكذا واسطة لوحدة أدبية متينة في العالم العربي أساسها الإخاء والتعاون الصادق والتقدير المتبادل.

<<  <  ج: ص:  >  >>