للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خراسان وخزانتها]

من المدن المشهورة في إيران، مدينة خراسان، وفيها قبر الإمام علي بن موسى الرضا، عليه السلام، وعلى قبره أبنية فخمة وحوله جوامع ومقامات كبيرة. وأقدم بناء شيد فيها بناء المأمون الخليفة على قبر أبيه الرشيد العباسي ولكن أصيبت تلك الأبنية الجليلة والآثار الجميلة بنكبات وحوادث تاريخية عظيمة فهدمتها ثلاث مرات، وجددت عمارتها ثلاث مرات.

في المرة الأولى كان الهدم بيد الأمير سبكتكين بعصبية دينية ثم بعد سنين عمرها يمين الدولة السلطان محمود.

وأخربها في المرة الثانية الغزنيون (الغزنويون) ثم عمرها شرف الدين أبو طاهر القمي في عهد السلطان سنجر السلجوقي.

وفي الثالثة اتجهت نحو خراسان ونيسابور عاصفة الفتنة المغولية، فهجم عليها تولي خان بن جنكيز خان الطاغية فقوض بيده تلك الأبنية الجميلة ثم جددها للمرة الثالثة اتباع (اولجايتوخان بهادر) وأركان دولته. وأصول هذا البناء موجود في هذا العصر. وزار شمس الدين بن بطوطة الرحالة مدينة خراسان سنة ٧٣٤ هـ (١٣٣٣ - ١٣٣٤م).

وفي سنة ٩٩٧ هـ (١٥٨٨م) حاصر عبد المؤمن خان عبد الله خان اوزبك هذه المدينة سبعة أشهر ثم فتحها ونهب كتب الخزانة الرضوية وهذه السيئة منه هي التي يؤسف لها لما فيها من جناية عظيمة على العلم ومن جملة ما نهب قطعة الماس حجمها كبيضة الدجاج كان وقفها قطب شاه الدكيني على قبر الإمام عليه السلام. ويظهر من جملة كتب التراجم والتاريخ (كروضات الجنات) (وأمل الآمل) إن جماعة من كبار علماء الشيعة ومشهوريهم كابن أبي جمهور الاحسائي والشيخ الطبرسي والشيخ حر العاملي والشيخ بهاء الدين العاملي وعدة من تلاميذهم اشتغلوا مدة بالتدريس في أروقة وجوامع هذه الأبنية.

<<  <  ج: ص:  >  >>