للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[العدد ٩٣]

[الخنساء]

- (؟ - ٦٧٠م)

توطئة

غير خاف، أن النساء بلغن في الشعر أوجاً عالياً، وأصبن منه حظاً وافياً، وأتين فيه بعقائل الأبيات، وجلائل المرثيات. ففي كل عصر لهن نصيب، وفي كل مكان حماهن خصيب، وكتب العرب تفيض بتراجم الشواعر النابغات، اللائى صادقتهن غر القوافي، وعنت لهن جوامع القريض، ففاضت جوارحهن عقود شعر، وسالت أنفسهن قلائد أبيات، ولا غرو، فقلوبهن بالإحساس فياضة، وهي في الأحزان قيثارة الآلام. وفي الحبور نغمات السرور. وقد نالت بينهن خطر الأسبقية، خنساء المراثي وذلفاء القصيد، التي تمخضت بها الجاهلية، واحتفى بها الإسلام، شاعرة فذة. من مواهبها الشعر بأعزه، وحباها النطق حلل الرثاء صاغرة. ففاقت الرجال في مواطن البكاء، وبزت النساء في الندب وإثارة الشجون. فهي بحق اشعر الشواعر، وشعرها في غاية الإبداع والانسجام. فكم من مرة جالسناها، نستأنس اشعارها، ونلتقط درر الكلام منها، ونأنس إليها إذا السآمة حلت بنا، والملل تطرق علينا. ففيها نعم المفرج، والصديق الأنيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>