للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المرأة نشأتها

من الخنساء هذه التي طالما أشار إليها الشعراء، وتغنى بها الأدباء، وحث على مصاحبتها العلماء؟ هلم نستفسر الكتب - يحدثنا الرواة أنها تماضر بنت عمرو ابن الحرث بن الشريد بن الرياح من بني سليم، ويخبروننا أن لقبها الخنساء - ولعلهم أرادوا بذلك مشابهتها للظباء؛ فالخنساء صفة الظبية. والخنس تأخر الأنف عن مستواه مع ارتفاع في أر نبته - استقبلت الحياة، في القرن السابع للمسيح. وشبت في بني سليم. وروت الشعر فتاة، ولم تؤت بلاغة وسحراً حلالا، إلا حين نفذ سهم القتل في أخويها، فعندها خر لها القريض، واسلمها قياده طائعاً. فرثتهما رثاء والهة مفجوعة، وبكتهما عويلا وندباً حتى المنية.

في الجاهلية زواجها - مصابها

كانت الخنساء بلا شك جميلة، حتى كثر خطابها، وأزواجها، ويقول القصاص، أن ممن راد

حولها وهم بجعلها حليلة له فارس هوازن، دريد بن الصمة وهو إذ ذاك شيخ كبير، قد لفحته الأيام، وقد انشأ فيها شعره المشهور:

حيوا تماضر واربعوا صحبي! ... وقفوا فان وقوفكم حسبي!

أخنساس؟ قد هام الفؤاد بكم ... وأصابه تبل من الحب. . .

وكان من رفضها إياه ما كان، ثم خطبها رواحه بن عبد العزيز السلمي. ومات، فتزوجها عبد الله بن العزى، من بني خفاف. واتت منه بعبد الله بن عبد العزى. ثم خلف عليها بعده. مرداس بن أبي عامر السلمي. فاتت منه بولد اربعة، استشهدوا كلهم في الإسلام، وقد نسب إليها صاحب الاغاني، أن العباس ابن مرداس الفارس الشاعر، من ولدها، وأبى هذا الزعم الكلبي. ولو سلمنا فرضاً بأمومتها له، لما همد جميع كتاب العرب عن ذكره، فنحن نعلم ما كان للعباس من مكانة لدى النبي محمد. وما له أيضا من مقام في الإسلام. فهو أحد فرسانه الفحول، وأبطاله العظام، ثم نعرف ما للخنساء أيضاً من حرمة ومنزلة، وذا يكفي لان تغص بطون الكتب بنسبه إليها، لدى ذكرها. فالعرب في نحو

<<  <  ج: ص:  >  >>