للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خاتم الأمان]

معاجمنا لا تحوي إلا شيئا من ألفاظ لغتنا التي كانت شائعة قبيل الإسلام وفي صدره. وأما المفردات التي نشأت في عهد العباسيين فلا تكاد تجد لها أثر وإنما تراها مبثوثة في كتب الأدب والتاريخ والبلدان. ولهذا كان من الواجب تبعها وتدوينها لتكون لغتنا حية. ومن جملة الكلم المولدة التي لا وجود لها في معاجمنا (خاتم الأمان، ومنديل الأمان) وقد بحث عنها صديقنا المدقق يعقوب أفندي نعوم سركيس منقبا عنهما في الأسفار ثم جاءنا بتحقيقه لهما في المقالة الآتية:

(لغة العرب)

للعوائد حياة ولا ريب في أن مصير حياة العوائد يوما إلى الإهمال أن عاجلا أو آجلا.

إذ حدثنا أحد اليوم عن خاتم الأمان يستغرب الكثيرون قوله. وإذا روى لنا صاحبنا أن المنديل قام بمثل هذه الوظيفة قد ينسب المطلع هذه العادة إلى قرون كأن شيوخ جيلنا الحاضر لم يشهدوا ذلك في أوائل عمرهم. فرأيت أن اثبت ما وقع عليه نظري في هذا الموضوع لما فيه من اللذة وتدوين التاريخ.

أن المخطوط الذي عرفته بالحوادث الجامعة لابن الفوطي منهل غزير المادة وقد أتحفنا بخبر جاء ذكر خاتم الأمان قال المؤرخ في حوادث ٦٤٠هـ (١٢٤٢م)

ذكر واقعة الأتراك (في بغداد)

(في شعبان حضر جماعة المماليك الظاهرية والمستنصرية عند شرف الدين إقبال الشرابي للسلام على عادتهم وطلبوا الزيادة في معايشهم وبالغوا في القول وألحوا في الطلب فحرد عليهم: وقال: ما نزيدكم بمجرد قولكم! بل نزيد منكم من نزيد إذا أظهر خدمة يستحق بها ذلك: فنفروا وخرجوا على فورهم إلى ظاهر السور وتحالفوا على الاتفاق والتعاضد فوقع التعيين على قبض جماعة من أشرارهم فقبض منهم اثنان وامتنع الباقون وركبوا جميعا وقصدوا باب البدرية ومنعوا الناس من العبور فخرج إليهم مقدم البدرية وقبح لهم هذا الفعل فلم يلتفت إليه أحد فنفذ إليهم سنجر الياغر فسألهم عن ذلك فقالوا: نريد أن يخرج أصحابنا ونزايد معايشنا، فأنهى سنجر ذلك إلى الشرابي فأعاد عليهم الجواب: أن

<<  <  ج: ص:  >  >>