للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما الدهر أهل أن يرجى ابن عزه ... حياة امرئ أو موته لا على ذل

يروم أصحابي البقاء لديهم ... ودون الذي راموا أبيح لهم قتلي

وما أنا وحدي قد كلفت بحبها ... فكم واجد وجدي وكم عاشق مثلي

فيا لائمي في حبها لي أسوة ... بقوم تناءوا عن مواطنهم قبلي

يكلفني قومي اتصالا وما دروا ... بأن حياتي في التفرق والفصل

فلست بباكٍ إن ترحلت عنهم ... وإن كان فيهم لحمتي وبهم أصلي

وليس ثوائي سائغاً ببلادهم ... فليس مطيتي عندهم لا ولا رحلي

وما طوق عليائي يجيد بلادهم ... ولا سكني فيهم ولا عندهم ابلي

أقومي لأنتم في سبيلي عثرة ... فيا قدمي عن سبلهم رغبة زلي

ويا كاتباً عني لصحبي مقالةً ... (ألم تر أن الدهر يكتب ما تملي)

النجف: محمد باقر الشبيبي

[فوائد لغوية]

١ - أم الرأس وأم العين

أكثر بعض الكتاب في هذه الأيام من القول: رآه أو شاهده بأم رأسه ورآه أو شاهده بأم عينه وكل ذلك من قبيح الاستعمال ومن وضع الشيء في غر موضعه. لأن (أم الرأس) عند الفصحاء هي الدماغ أو الجلدة الرقيقة التي عليها. فيقال: ضربه على أم رأسه أو وقع على أم رأسه؛ لكن لا يقال: رآه أو شاهده بأم رأسه لأن الروية لا تنسب إلا إلى العين. ونسبتها إلى الدماغ لا يخلو من تكلف بعيد. وأما قولهم رآه بأم عينه أو شاهده بأم عينه فمن قبيح التصرف في الألفاظ. وإذا تمحلنا لها وجهاً قلنا: إن ألام في اللغة هي كل شيء انضمت إليه أشياء فتكون (أم العين) بمعنى المقلة أي شحمة العين التي تجمع البياض والسواد والتي يقال لها عندهم أيضاً (مخ العين). لكن أم العين لم تأت في كتبهم بمعنى المقلة أو الهانة أو الهناتة التي هي شحمة العين لأن جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>