للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مدن العراق القديمة]

فنسان م. ماريني

تابع

وقتل (سنحاريب) سنة ٦٨١ ق. م. فعقبه أبنه (اسرحدون) وأهم مآثره في الحرب فتحه الوجه البحري من مصر سنة ٦٧٢ ق. م. واحتلاله (منف) ولعل المحفورات التي تمثل بسالة الملك في الحرب لن تنكشف. إذ أنه يقوم فوق قصره الواقع في (تل النبي يونس) مسجد للمسلمين، ولا شك في أنهم ينفرون من نبش هذا البناء. ومن غريب الاتفاق أن هذا الجامع كان في أول أمره، كنيسة للمسيحيين، ويزعم بعضهم أنها قبر (يونان) الشهير، أما الحقيقة فهي أن ذلك الموطن كان مدفن بطريرك نسطوري اسمه (حنا الأعرج).

وقد وقف في القصر العظيم ل (أشور بنيبل) بن (اسرحدون) على عاديات هي من أجمل ما أكتشفه الأثريون وأغربه. إذ أن خزانة كتب هذا الملك نفيسة لا يقدر ثمنها حق قدره، وفيها زهاء خمسة وعشرون ألف من المخطوطات الباحثة عن الدين والفن والآداب، وترى تلك التحف الآن في المتحفة البريطانية وكان البابليون الذين ثقفوا الملك وهذبوه بثوا في صدره حب العلم، فتقدم إلى نساخه بأن يجمعوا الصفائح المخطوطة أو ينقلوها حيثما عثروا عليها. وأمر أن تنقل المخطوطات الشمرية إلى الآشورية. ونحن لخزانة كتبه مدينون لنشيد الحماسة الشمري للبطل (جلجمش)، ولرواية خلق العالم، ومثل ذلك قل عن النص البابلي لرواية الطوفان.

وفاق (أشور بنيبل) سلفاءه في حملاته العسكرية، فأتى بلاداً لم تطأها أقدامهم. فقد وصل إلى (طيوة) في صعيد مصر سنة ٦٦٦ ق. م. وسبى

<<  <  ج: ص:  >  >>