جواباً عن كتابكم الكريم المؤرخ في ٨ - ٦ - ١٩٣٠ وفيه السؤال عن (ماء السمرمر). أقول قال صاحب (مرآة البلدان) ٤: ٢٢٩ و ٢٣٠ ما هذا تعريب نصه: (زعم بعض المؤرخين والكتبة أن اثر ماء هذه العين هو دفع الجراد بواسطة طير السار (السمرمر). قيل أن في قرب جبل (دنا) وهو من الجبال المشهورة جبلا شامخاً بين (فارس) والعراق العجمي وهذا الجبل بوضعه الطبيعي يشبه قنطرة وقعت على عمودين ويجر من سفحه نهر كبير وتنبع عين من جبل (دنا) وتجري على الجبل (أي على القنطرة المذكورة) ومن طرفيه يتصل إلى النهر، ومتى انتشر الجراد وخيف من فساده يأتي إليها رجل ويأخذ إناء من ماءها وشرط هذا العمل: - ١ - أن ينوي رش الماء على الأرض التي ظهر فيها الجراد ويقول بلفظه أريد أن يأتي (السار) إلى هذه الأرض والناحية - ٢ - وان لا يضع الإناء على الأرض) اهـ.
(أقول وهذا السبب في تعليقه بمئذنة جامع حلب كما في تاريخها. وإذا فعل ذلك يأتي على أثره طير السار وهو طير صغير يدفع الجراد). وقال صاحب مرآة البلدان وفي سنة ١٠٦٦هـ زار الشاه عباس الصفوي هذه العين وعين ماء أخرى في ناحية قزوين اهـ.
أقول: يسمى مكانها (برغان) وما جاء في معجم سميث ص ٢١٢ والظاهر انه مقيم في ديار ماذي في واد من أودية جبال الأهواز المعروف بوادي المسرقان (بفتح الميم وإسكان السين وضم الراء وفتح القاف وفي الآخر نون) لعله تحريف حدث من تشابه كلمة (برغان) التي تكتب بالقاف أيضاً (بمسرقان)