للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ترجمات التوراة]

(لغة العرب) اقترح علينا حضرة الصديق العلامة جرجي أفندي يني صاحب مجلة (المباحث) الجليلة التي تظهر في طرابلس لبنان، أن نضع مقالة في ترجمة التوراة بعهديها القديم والجديد، غير ما نقله الأميركيون ثم اليسوعيون فوضعنا هذه المقالة تلبية لطلبه، وعالجنا الموضوع من وجهته الأدبية فعسى أن يكون فيها بعض الفائدة لمن يهمه هذا البحث.

للتوراة (بقسميها العهد القديم والعهد الجديد) نقول إلى العربية من خطية ومطبوعة.

الترجمات الخطية

لا جرم أن التوراة ترجمت إلى العربية منذ القرون الأولى للنصرانية لكن أحداث الزمان والحروب والبلايا بأنواعها لم تبق منها ولم تذر شيئاً، يشهد على أنها كانت معروفة في المائة السادسة للميلاد نشوء الفرقة المعروفة بالحنفية، وكان منها أمية بن أبي الصلت، وورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو، ومن جاراهم، فانهم لم يكونوا يهوداً ولا نصارى، إنما كانوا على التوحيد في أهون شرائعه، فهؤلاء كانوا عرفوا ما في التوراة والإنجيل ومن يطالع أقوالهم وأشعارهم وما نقل عنهم من الأخبار ير جلياً انهم كانوا قد وقفوا على محتوياتهما من دون أدنى شك.

أما انهم كانوا نصارى - على ما ذهب إليه الأب لويس شيخو - فوهم ظاهر لان الرواة ميزوا بين النصرانية والحنيفية وصرحوا تصريحاً مبيناً بأنهم لم يكونوا على دين المسيح بن مريم إنما كانوا حنفاء، إذن من جعلهم منا فقد افسد التاريخ وتعصب في مقاله تعصباً أعمى لا اختلاف فيه.

ومن النقول العربية القديمة الترجمة التي أمر بعملها يوحنا أسقف اشبيلة فتمت في سنة ٧١٧ للميلاد ولم تبلغ إلينا.

وكل ما وصل إلينا من النقول العربية حديث الوضع، لان اغلب الكنائس

<<  <  ج: ص:  >  >>