للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قمرهم يبتلعه حوت في السماء لا محالة وهم إن أرادوا

أن يخلصوا قمرهم فليضربوا طبولهم وليضجوا حتى يخاف الحوت ويذهب فيبقى قمرهم سالماً. ولما فعلوا انتبه الأمير وقد سجل هذا الحادث بعض المؤرخين فهو كائن ولم يزل منذ كان العراقيون أساتذة العالم على ما يقول الكاتب وعلى هذه العدوة نذهب معه فيما ذكره من العادات أجل إن هذه العادات توجد عند البغداديين والكاتب قدر أن العراق هو بغداد وبغداد هي العراق فندد بالعراقيين بتلك الشدة في القول وارتكب إهانة قومه من غير مبيح ذلك خطأ عصمنا الله منه.

النجف: عراقي.

[فوائد لغوية]

١ - معنى ولك وورك (وزان سبب)

أهالي بغداد يستعملون كثيراً كلمة (ولك) في مخاطباتهم إذا وجهوا كلامهم إلى من هم أدنى منهم. وأهل الموصل يبدلونها بكلمة (ورك أو وراك) وقد اختلف البعض في تأويلها فطلب منا أحد الأدباء رأينا في ذلك.

فنقول: ولك (وزان سبب) والنصارى يكسرون الواو كسراً غير بين وبعض أهل البادية يقول (ويلك) هي كلمة فصيحة مشتقة من الويل كانت مستعملة في القديم عند مخاطبتهم من هو أدنى منهم منزلة ويتخذونها للزجر أو للتهديد في حالة الغضب وللمجاملة والملاطفة في حالة الأنس بالصغار وتقابلها عند الإفرنج أو وأهل الموصل يقولون عوضها (ورك أو وراك) بمد الفتح الثاني: وأهل الحدباء يرون في تأويلها أنها محرفة أو مخففة عن وراءك أي ما وراءك. وهذا التأويل فاسد. لأن استعمال الأقدمين لكلمة (ويلك) في مثل هذا المقام أشهر من أن تذكر. نعم إنهم استعملوا أيضاً وراءك لكن في مقام

<<  <  ج: ص:  >  >>