للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السؤال يقولون مثلاً ما وراءك يا هذا؟ أي ما عندك من الأخبار مثلا. لكنهم لم يستعملوها في سياق الكلام بالمعنى الذي أشرنا إليه. فالراء هنا بدل من اللام كما في جلم وأملط واعلنكس والأصل فيها: جرم (أي قطع) وأمرط واعرنكس. وقد صرح اللغويون بأنها لثغة شائعة عندهم (راجع المزهر ٢٧٠: ١)

ومما يدعم هذا الرأي أن عوام الآرميين (أي السريان ونحوهم) يقولون: ولوخ (ولوك أي ويلك) بمعنى ويلك للزجر ولا يقولون وروخ (وروك أي وراءك) وعليه يكون لفظ البغاددة أصح من لفظ المواصلة.

وقد تؤنث هتان اللفظتان وتجمعان فيقال فيهما: ولك وورك، ولكم ووركم.

٢ أصل لفظة يول (محركة الأولين مشددة الآخر)

يكثر أهل الموصل من كلمة (يول) إذا خاطبوا الرجل وقليل من أهل بغداد يستعملونها وقد سئلنا عن أصلها فنجيب:

ذهب الناس في أصلها مذهبين. فريق يزعم أنها مخففة أو مختزلة من ياول (أي يا هذا ول أي اذهب) وجماعة تقول إنها مخففة من قولهم يا ويلك أو يا ويله وهم يريدون بذلك (يا

هذا) ونظن أن كلا الفريقين واهم. وعندنا أن الرأي الأصح أنها مقطوعة أو مخففة من يا وهل بكسر الهاء. والوهل الرجل الضعيف والخائف والفزع ونسبة الضعف إلى الإنسان أمر مشهور وما قول العرب في مثل هذا المقام (يا هذا) إلا لأنهم ينسبون إليه الضعف وتخفيف المكسور العين أي إسكانه أمر مقرر عند النحاة أن في الأسماء وأن في الصفات أو النعوت ولنا رأي آخر وهو عندنا أصح من الآراء الثلاثة المذكورة وهو: إن (ياول) مخففة عريا ولد وأما وجه التخفيف فحدث أنهم أسكنوا اللام وهي لغة في المحركة ولما أسكنوها ضعف صوت الدال حتى أشبه التاء اللاحقة لبعض الألفاظ في الوقف. ثم استغنوا عنها بالحذف لكثرة الاستعمال فصارت كما ترى. ومما يشهد على ذلك أن هذه اللفظة أكثر ما تستعمل لنداء الأولاد أو بعض الرجال الذين هم أدنى منزلة من المنادى أو الأصدقاء الذين لا كلفة بينهم وبين من يكلمهم: ونعرض للقراء رأياً خامساً وهو: إن (ياول) مرخم عن ياولي بتشديد الياء الأخيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>