للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لواء الموصل]

يقع هذا اللواء الجسيم في الجهة الشمالية من العراق؛ وأكثر أراضيه جبلي ويحده من الشمال الجمهورية التركية ومن الجنوب لواء بغداد وشيء من لواء الدليم ومن الشرق لواء أربل مع شيء من تركية ومن الغرب سورية وقسم من تركية أيضا.

قاعدته مدينة الموصل الخصبة وهي بلدة قديمة قائمة على عدوة نهر دجلة اليمنى ويسكنها زهاء ثمانين ألف سنة. يربط جانبيها جسران: أحدهما حجري قديم ويستعمل أيام هبوط الماء. والآخر خشبي يقوم على قوارب منتظمة وتحف بها من جانبيها سلاسل من حديد مربوطة في كلتا الجهتين إلى خشب مثبتة في الساحل.

وللبلدة ربض كبير فيه المباني الجليلة والدور العامرة والمساجد الكثيرة والحمامات العديدة والفنادق والأسواق المنظمة والشوارع الفسيحة الطويلة. وعلى وجه العموم فيها كل ما يرتاح له الإنسان. ومما يحسن ذكره هنا، أن جميع مباني البلدة مبنية بالحجارة الكلسية التي تجعل للمدينة منظرا بديعا ورصانة غير منكورة.

والموصل بلدة عربية بحتة شيدها العرب أنفسهم بعد أن أفتتحها خالد بن الوليد عام ٢٠ هجرية وكانت قبل ذلك قصبة صغيرة يسميها بعض كتبة الأرميين بما معناه (الحصن العبوري) أي القلعة القائمة على الضفة الأخرى من دجلة قبالة نينوى. ويرى في الموصل إلى اليوم موضع يسمى (القليعات) وهي نشز من الأرض في شرقي المدينة قد تكون موقع ذلك الحصن القديم لإشرافه على دجلة؛ وهو بلا شك أقدم عمران في الموصل.

وكانت الموصل تعرف في عهد الفرس باسم (نوادر شير) فكان شائعا بين العد الأرمي والعربي وهذا ما أجمع عليه المؤرخون من العرب. وقد ذهب البعض إلى أنها دعيت بعد ذلك باسم الموصل نسبة إلى مشيدها. وهذا بعيد عن الصحة لأن الموصل كلمة عربية معناها الالتقاء. ولعلها سميت كذلك لأن جسرها كان

<<  <  ج: ص:  >  >>